253

Madkhal Fiqhi

المدخل الفقهي العام

Daabacaha

دار القلم

Noocyada

يحتاج الإنسان إلى قوة مصلتة عليه دائما لتلزمه الخضوع لايجابه، ولا يجد في الإفلات من سلطان حكمه غنيمة إن استطاع الإفلات، سواء أكان ملكا ع ظيما أو صعلوكا ضعيفا(1).

(1) لهذه الصفة الدينية في أحكام الفقه الإسلامي كثيرا ما كان الخلفاء في التاريخ الإسلامي الا يدعون إلى مجلس القضاء الشرعي للمحاكمة في دعوى لأحد الناس عليهم فيحضرون كعامة الناس تاركين أبهة السلطنة على ذست الحكم، ويدخلون مجلس القضاء بكل توقير له، وقد يحكم عليهم فيخضعون لحكم الشرع متباهين بهذا الخضوع، كما حكم محمد بن عمر الطلحي على الخليفة المنصور العباسي للحمالين والمكارين، وكما حكم أبو يوسف صاحب أبي حنيفة على الخليفة هارون الرشيد .

وقضية المنصور تلك قد رواها الاربلي في كتابه "خلاصة الذهب المسبواء المختصر من سير الملوك" فقال: قال نمير المديني : قدم علينا المنصور المدينة ومحمد بن عمر بن الطلحي في قضائه، وأنا كاتبه، فاستعدى الحمالون - أي ادعوالدى القاضي - على أمير المؤمنين في شيء ذكروه.ا قال: فأمر نميرا المديني أن اكتب إلى أمير المؤمنين كتابا بالحضور معهم وإنصافهم فقلت: تعفيني من هذا فإنه يعرف خطي!! فقال: اكتب، فكتبت. ثم ختمه فقال: لا ضي به أحد والله غيركا ففضيت به إلى الربيع، وجعلت أعتذر إليه، فقال: لا تفعل، فدخل عليه بالكتاب، ثم خرج الربيع، فقال للناس، وقد حضر وجوه أهل المدينة والأشراف وغيرهم: إن أمير المؤمنين يقرأ عليكم السلام ويقول لكم : أني دعيت إلى مجلس الحكم، فلا أعلمن أحد قام إلي إذا خرجت أو بدأني بالسلام إلا فتكت به.

فم خرج، والمسيب بين يديه، والربيع، وأنا خلفه، في إزار ورداء. فسلم على الناس، فما قام إليه أحد. ثم مضى حتى بدأ بالقبر فسلم على رسول الله، ثم التفت إلى الربيع فقال : ويحك يا ربيع أخشى إن رآني محمد بن عمر بن الطلحي أن يدخل قلبه هيبة فيتحول عن مجلسه، فوالله لئن فعل لا يولى لي على ولاية أبدا1 قال: فلما رآه - أي القاضي - وكان متكئا، أطلق رداءه على عاتقه ثم احتبى ودعا الخصوم والحمالين ودعا أمير المؤمنين، ثم ادعوا وحكم عليه لهم.

فلما دخل - أي المنصور - الدار قال للربيع: إذمب، فإذا قام وخرج من عنده الخصوم فاذعه . فقال : يا أمير المؤمنين، ما دعا بك حتى فرغ من أمور الناس جميعا فلما دخل عليه، قال المنصور: جزاك الله عن دينك ونبياك، وعن حسباه، وعن خليفتك أحسن الجزاءء.

ار : خلاصة الذهب المسبوك المختصر من سير الملوك، لعبد الرحمن سبط الإربلي في بحث خلافة المنصور العباسي ص/62- 63) .

Bogga 277