Madkhal Fiqhi
المدخل الفقهي العام
Daabacaha
دار القلم
Noocyada
ولكن من الحق أن يقام لجمعية المجلة عذرها، فإن الظرف إذ ذاك لم يكن يتحمل هذه الخطوة عند وضع المجلة، فإن العصبية للمذهب الحنفي في المراكز الرئيسية من الدولة العثمانية وهي المراكز التي وضعت المجلة من أجلها، تلك العصبية لم يكن في ظلها مجال للانفتاح على ما في المذاهب الأخرى من مزايا واجتهادات قيمة معتبرة هي في موضوعاتها أصلح حكما مما في المذهب الحنفي، فإن تلك العصبية المذهبية كانت ري أهل كل مذهب أن ما في غيره من أحكام اجتهادية لم يألفوها كأنها خروج على الشريعة، لأن الشريعة في نظرهم لا يمثلها إلا مذهبهم1 /19- مصير المجلة: في العهد العثماني كان الشعور بقصور المجلة عن الوفاء بالحاجة الزمنية يتزايد في نفوس المسؤولين، ولذا كان النسخ والتعديل يتخطفان منها بين الحين والحين.
م في البلاد العربية المنفصلة عن الدولة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى كان الشعور متزايدا بضرورة تغييرها بمجلة أخرى أو بقانون مدني جديد يصاغ من شتى المذاهب ويتلافى القصور والعيوب التي ظهرت في المجلة. ففي سورية ألغيت المجلة في سنة/1949 على يد قائد الانقلاب السكري الأول في سورية السيد حسني الزعيم والشياطين التي أحاطت به وأحل محلها قانون مدني أجنبي الأصول، هو القانون المدني المصري الجديد.
وبعد سنوات تلتها العراق فألغت المجلة وأحلت محلها قانونا مدنيا أجنبي الأصول أيضا لكنه رصع ترصيعا في أوله ببعض القواعد الفقهية الكلية التي في مقدمة المجلة، والتي لها قيمة علمية لا عملية - كما سبق بيانه بالنسبة إلى المجلة - لكي توهم الناظر لأول نظرة أن روح المجلة وريحها منبنان فيها وفي الكويت كانت المجلة بكاملها أيضا هي القانون المدني العام
Bogga 244