Madkhal Fiqhi
المدخل الفقهي العام
Daabacaha
دار القلم
Noocyada
كلها مخطوطة ومتفرقة نسخها في البلدان والخزائن لا تصل إليها كل يد بات من المتعذر أن يستطيع الفقيه المذهبي نفسه أن يحيط بكل ما في كتب مذهبه المتفرقة من أراء وترجيحات. وكان المذهب الحنفي في طليعة المذاهب الفقهية التي تتعذر الإحاطة بما في مؤلفاتها حول كل مسألة، لسعة رقعة نفوذه، وكثرة مؤلفاته، وغزارة فروعه، وتشعب الآراء، واختلاف التصحيح والترجيح فيها، فتمخضت الحاجة الفقهية بعد طول المدى عن محاولة شبه تقنينية في المذهب الحنفي في عهد الملك (الامبراطور المغولي العظيم في الهند محمد أورنك زيب (ومعناه : زينة العرش) الملقب بعالمكير (أي فاتح العالم)، فكان الكتاب الفقهي العظيم الشأن في المذهب الحنفي الذي سمي: "الفتاوى الهندية" (أو العالمكيرية) .
وقصة هذا الكتاب باختصار : أن هذا الملك المؤمن التقي الذي وهب فسه للاسلام ومجده، وتستم عرش دهلي في عام/1658/ ميلادية - أي حوالي/1069/ هجرية، وكان عالما فقيها - أراد تعبيد الطريق إلى الفقه يسهل الرجوع إلى أحكامه في الفتيا، ويتيسر التقنين منها لشؤون الإدارة والقضاء، فألف في سنة/1073/ ه "مجلس الفقهاء" برئاسة الفقيه الملا نظام إلدين برهان بورى، ومعه ما يقرب من أربعين فقيها من أكابر فقهاء عصره منهم القضاة والمفتون والعلماء الراسخون، وهيأ لهم مكتبة حافلة أمر بجمعها من جميع الأقطار، وأجرى لهم جراية كافية من الرزق ليفرغوا إلى العمل المطلوب، وأمرهم أن يجمعوا أحكام الفقه في شتى الموضوعات ولا سيما ما يتصل بالمعاملات، والقضاء، والإدارة، والتوثيق، تلك الأحكام المبعثرة في شتى كتب الفقه مما لا تصل إليه كل يد، وأن يودعوها في كتاب جامع باللغة العربية تعرض فيه الأحكام الفقهية بتنسيق وترتيب وتبويب وتنقيح يجعلها سهلة المتناول. وذلك مع عزو كل حكم الى مرجعه المأخوذ منه . وقد رصد لهم ميزانية كافية لتمويل المشروع وقد انقسموا لذلك إلى أربع زمر: ترأس الأولى الشيخ وجيه الدين
Bogga 235