Madkhal Fiqhi
المدخل الفقهي العام
Daabacaha
دار القلم
Noocyada
/15- طريقة المتون: وقد شاعت كنتيجة لذلك طريقة "المتون" في التآليف الفقهية وأصبحت هي الطريقة السائدة العامة، وحلت كتب المتأخرين فيها محل كتب المتقدمين القيمة في الدراسة الفقهية. وطريقة المتون هذه يعمد فيها المتأخرون إلى وضع مختصرات يجمعون فيها أبواب العلم كلها في ألفاظ ضيقة يتبارون فيها بالايجاز، حتى تصل إلى درجة المسخ أو الألغاز ، وتكاد كل كلمة أو جملة تشير إلى بحث واسع أو مسألة تفصيلية، كمن يحاول حصر الجمل في قارورة1 ويسمى هذا المختصر "متنأه(1) .
ثم يعمد مؤلف المتن نفسه، أو سواه، إلى وضع "شرح" على المتن لايضاح عباراته، وبسط تفاصيل مسائله، والزيادة عليها.
م توضع من قبل أخرين تعليقات على تلك الشروح تسمى الحواشي" ثم توضع على تلك الحواشي ملاحظات تسمى "تقريرات" .
وتتضمن تلك الشروح والحواشي والتقريرات كثيرا من المناقشات الفظية في حل العبارات والألفاظ دون المقاصد الجوهرية في العلم. وقدا يضيع الموضوع الواحد أو يتشتت ما بين المتون والشروح والحواشي والتقريرات.
ولا نعني بهذا خلو الحواشي من الفوائد العلمية، بل هي مشحونة بكثير من التحليل والتحقيق والتمحيص والمباحث ذات الشأن، ولكها قدا مزج فيها اللباب بالقشور، وعانى الفقه فيها سقم الطريقة.
(1) المتن : (بفتح فسكون) : أصل معناه في اللغة ما يكون في جانب صلب الحيوان من حم وعصب، فللغهر متنان عن جانبي العمود الفقري. وقد يطلق المتن في الاستعمال على الظهر كله. (ر: المصباح المنير) .
وقد سموا به في الاصطلاح هذه المختصرات العلمية، لأنها تتضمن المسائل الأساسية الي يحمل عليها غيرها، كما أن الظهر أساس للركوب والحمل.
Bogga 211