Madina Fadila Cabr Tarikh
المدينة الفاضلة عبر التاريخ
Noocyada
على الحرف الذي يدرج اسمه في قوائم الطعام. (عن برلمان النساء، الاكليزيوزاي)
لقد صممت دولة أفلاطون لبشر متفوقين، يحتقرون مباهج المائدة، والضحك، والشعر، والموسيقى والعشق. أما يوتوبيا براكساجورا فهي مصممة لأناس عاديين لا يؤمنون، لحسن الحظ، بأن من واجب النساء أو الرجال، الذين يكونون على قدر من الجمال، أن يتودد كل منهم للآخر لغرض واحد، هو إنجاب أطفال مثلهم، ولا يعتقدون أن الإنسان يصبح شريرا إذا ما استمتع ببعض مباهج الحياة المتواضعة. والشيوعية التي تدعو لها ليست هي شيوعية التقشف، بل الوفرة من «الكعك وأرغفة الشعير والملابس الفاخرة والنبيذ وأكاليل الزهور والسمك».
وقد وصف أرسطوفانيس بالرجعية؛ لأنه استهزأ بسقراط وأفلاطون. فقد قال عنه لويس ديكنسون، على سبيل المثال، إنه كان يدافع عن «الحياة الغريزية ... وعن الدين القديم، والعادات القديمة والتراث القديم»، كما رأى أن «السحب» تعبر عن جوهر النزعة المحافظة المستنيرة (أو النزعة الطورية ). ويميل المرء إلى الاعتقاد بأن أرسطوفانيس لم يدافع عن التنظيمات القديمة إلا لخوفه من أن تكون التنظيمات الجديدة، التي اقترحها فلاسفة تسلطيون، أسوأ من القديمة. فهو في «الطيور» لا يسخر فحسب من الميثولوجيا (الأساطير) اليونانية، ولكنه يسخر أيضا من السياسي المحبط الذي يسعى إلى السلطة، وينجح في استغلال الطيور لإرضاء طموحاته «الاستعمارية»، وقبل وصول المغامر الأثيني بيستيتريوس، كانت الطيور تعيش حياة بدائية إلى حد ما، ولكنها حياة سعيدة وحرة، وكان الوقت يمر عليها كأنه «يوم عرس دائم»، ويصف ملك الطيور حياتهم بهذه الكلمات: ... الوقت يمضي بنا ناعما رخيا،
والمال يقع خارج دائرة اهتمامنا؛ لأننا لا نتعامل به.
لدينا ساحات للألعاب الرياضية، ونقضي الصباح من أيامنا اللاهية،
مع الولائم واللقاءات في الحدائق،
وبذور الخشخاش وأشجار المر.
وأول مهمة تقع على عاتق السياسي والغوغائي الأثيني هي إيقاظ كبرياء الطيور، وإقناعهم بأنهم أسمى من الآلهة، وأن من واجبهم أن يحكموا الأرض. وينبري ملكهم الساذج للدفاع عن أفكار بيستيتريوس، ويطلب من الطيور أن يحتذوا مثال الأمم «المتحضرة»:
انظروا إلى الأرض! تطلعوا إلى الأمم المتنافسة،
وهي تموج بالحيوية والنشاط، وتقبل على علوم الهندسة والتحصينات،
Bog aan la aqoon