Madina Fadila Cabr Tarikh
المدينة الفاضلة عبر التاريخ
Noocyada
وإذا سب أحد هؤلاء المذنبين القوانين بالكلام، يتم جلده وتقدم له وجبة غذائية رديئة. وإذا شهروا السلاح ضد القوانين يعاقبون بالموت باعتبارهم خونة.
وعندما يقدم العبيد دليلا واضحا على تواضعهم واجتهادهم وامتثالهم لقوانين الكومنولث، فإن بإمكانهم في هذه الحالة استرداد حريتهم بعد انتهاء مدة العبودية التي حكم بها القاضي عليهم. أما إذا استمروا في معارضتهم للقوانين، فإنهم يبقون عبيدا لفترة زمنية أخرى.
وكان ونستنلي مدافعا صلبا عن الأسرة، وقد هاجم أولئك الذين يعتقدون «بجهلهم الوحشي الذي لا يتصوره عقل، أنه يجب أن يجمع كل الرجال والنساء بغرض الجماع وبذلك يعيشون عيشة البهائم.» ولو نظرنا إلى «الكومنولث الحر» لوجدنا أن كل أسرة «ستعيش مستقلة، كما هي الحال الآن، وسيستمتع كل رجل بزوجته، وكل امرأة بزوجها، كما يفعلون الآن.» أضف إلى هذا أن قوانين الزواج بسيطة إلى أقصى حد. وعلى الرغم من أن الاغتصاب، في بعض الحالات، يعاقب عليه بالموت، إلا أن الزنا لا يعد جريمة: «سيكون لكل رجل وامرأة حرية الزواج بمن يحبه كل منهما، وذلك إذا استطاع أن يكسب حب الشريك الذي يريد أن يقترن به. ولن يعوق الأصل ولا الإرث ولا الثروة هذا الزواج، لأننا جميعا من دم واحد هو دم الإنسان. أما عن نصيب كل منهما من الثروة العامة، فإن المخازن العامة من نصيب كل رجل وكل فتاة ، وهي مفتوحة الأبواب لكل منهما على السواء.
إذا عاشر رجل فتاة وأنجب منها طفلا، فعليه أن يتزوجها.
وإذا ضاجع رجل امرأة بالقوة، وصرخت المرأة ولم تجد استجابة، ثم ثبت هذا عن طريق اثنين من الشهود، أو باعتراف الرجل، يحكم عليه بالموت، ويخلى سبيل المرأة، لأن فعله هذا يعد من قبيل سرقة الحرية الجسدية للمرأة.
وإذا حاول رجل اختطاف زوجة رجل آخر بالقوة، فإن هذه المحاولة العنيفة يعاقب عليها للمرة الأولى بتوبيخ صانع السلام له أمام الجمهور، وفي المرة الثانية يحكم عليه بأن يكون خادما تحت تصرف فارض المهام لمدة عام كامل، أما إذا ضاجع زوجة رجل آخر بالقوة، وصرخت المرأة كما تفعل الفتاة التي يتم اغتصابها بالقوة، فيحكم عليه بالموت.
وإذا اتفق رجل وامرأة على العيش معا كزوجين، فإنهما يبلغان رغبتهما لجميع المراقبين في دائرتهما، ولبعض الجيران أيضا. وفي الاجتماع الذي يضمهم جميعا، يعلن الرجل أمام الجميع أنه اختار هذه المرأة لتكون زوجته، وتعلن المرأة نفس الشيء، ويشهد المراقبون على الزواج.»
إذا كان ونستنلي قد كشف في تخطيطه لقوانين الكومنولث المثالي عن روح تسلطية يشترك فيها معظم اليوتوبيين، فإنه من جهة أخرى متحرر تماما من النزعة القومية التي تميز العديد منهم. ولا يقتصر الأمر على امتناع «الكومنولث» عن شن الحروب العدوانية، بل يبدو كذلك أنه آمن بأن الأمم الأخرى في العالم سوف تسارع بالاقتداء بمجتمعه المثالي، وأن البشرية كلها ستعيش في سلام: «سيزدهر السلام والوفرة في تلك الأمة التي ستقوم فيها حكومة الكومنولث، وستهرع إليها كل أمم لرؤية جمالها، وتعلم أساليبها ونظمها. وستنطلق كلمة القانون من جبل صهيون، وكلمة الرب من أورشليم التي ستحكم الأرض جميعا» (ميخا، الإصحاح الرابع: 1-2).
لن يكون هناك ملوك طغاة، ولا إقطاعيون، ولا كهنة جشعون،
7
Bog aan la aqoon