القسم الثاني
الفصل الأول
قرار المجمع المقدس أو حرمان تولستوي
في 20 فبراير/شباط سنة 1901 نومر و557 رسالة المجمع المقدس إلى أبناء الكنيسة الأرثوذكسية المؤمنين بخصوص الكونت ليون تولستوي.
إن المجمع المقدس لاهتمامه بأبناء الكنيسة الأرثوذكسية، وحفظهم من العثرات المؤدية إلى الهلاك وخلاص الضالين قد أصدر حكما ضد الكونت ليون تولستوي، وتعاليمه الكاذبة المضادة للمسيح والكنيسة، ووجد مناسبا لحفظ سلام الكنيسة أن ينشر ذلك الحكم في جريدة «أخبار الكنيسة». «برحمة الله »
من المجمع المقدس إلى أبناء الكنيسة الأرثوذكسية المؤمنين. «لنفرح بالرب»
وأطلب إليكم أيها الأخوة أن تلاحظوا الذين يصنعون الشقاقات والعثرات خلافا للتعليم الذي تعلمتموه، وأعرضوا عنهم «رومية ص16 عدد 17».
إن كنيسة المسيح منذ إنشائها احتملت اضطهادات شديدة، وتجديفا عليها من كثيرين من الهراطقة وعبدة الأوثان الذين كانوا يسعون لهدمها وتقويض أركان جوهر تعليمها المؤسس على الإيمان بالمسيح ابن الله الحي، غير أن جميع قوات الجحيم حسب وعد الرب لن تقوى على الكنيسة المقدسة التي تبقى غير مغلوبة إلى الأبد، وفي أيامنا الحاضرة ظهر معلم كاذب هو الكونت تولستوي.
إن الكاتب الروسي الشهير الكونت تولستوي الذي ذاع ذكره في العالم حتى طبق الخافقين أرثوذكسي المولد، واعتمد وتهذب في الأرثوذكسية، قد غره عقله المتعظم على أن يقاوم بوقاحة الرب ومسيحه وميراثه المقدس، وقد أنكر علانية أمام الجميع أمه الكنيسة الأرثوذكسية التي هذبته وثقفته، وكرس جميع مواهبه العقلية وقواه العلمية لنشر التعاليم المضادة للمسيح والكنيسة ليزيل من عقول وقلوب الناس إيمان آبائهم، الإيمان المستقيم الذي ثبت المسكونة، والذي عاش به وخلص أسلافنا وأجدادنا، والذي تمسكت به للآن روسيا وتعززت فيه، وإنه في تآليفه يكتب كرجل غيور متعصب لهدم جميع طقوس الكنيسة وجوهر الإيمان المسيحي، وهو ينكر الله الحي في الثالوث الأقدس الممجد خالق وضابط المسكونة، وينكر الرب يسوع المسيح الإله والإنسان فادي ومخلص العالم الذي تألم من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا، وقام من بين الأموات، وينكر الحبل بالرب يسوع المسيح بالجسد بدون زرع، وينكر بقاء والدة الإله الطاهرة عذراء قبل الولادة وبعدها، ولا يعتقد بالحياة بعد الموت ولا بالعقاب والثواب، وينكر جميع أسرار الكنيسة وقوة نعمة الروح القدس فيها، ويهزأ بجميع أواني الكنيسة المقدسة، ولم يخجل من أعظم أسرارها الذي هو سر الأفخارستيا المقدس، والكونت تولستوي كرز بهذه الأمور بدون انقطاع بالكلام والكتابة لعثرة جميع الشعب الأرثوذكسي، ويا ليته جمح في غوايته سرا؛ بل هو جاهر بالضلال عن عمد وقصد، وسلخ نفسه عن الكنيسة. وبما أن جميع المساعي التي بذلت لإرشاده لم تتكلل بالنجاح، فقد اعتبرته الكنيسة ساقطا من أعضائها وغير تابع لها ما لم يتب ويرجع عن ضلاله، والآن نحن نشهد بذلك أمام الكنيسة؛ لتثبيت المؤمنين، وإرشاد الضالين، وعلى الأخص إرشاد الكونت تولستوي.
إن كثيرين من أقاربه الذين لم يزالوا محافظين على الإيمان أظهروا شدة حزنهم على بقائه في أيامه الأخيرة بدون إيمان بالله والرب مخلصنا بإنكاره إياه، وابتعاده عن نيل بركة وصلاة الكنيسة.
Bog aan la aqoon