Maxaa Dunidu Ku Waayay Hoos u Dhaca Muslimiinta

Abu Hasan Nadwi d. 1420 AH
75

Maxaa Dunidu Ku Waayay Hoos u Dhaca Muslimiinta

ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين

Daabacaha

مكتبة الإيمان

Goobta Daabacaadda

المنصورة - مصر

Noocyada

بنوه: إن الله قد جعل لك رخصة فلو قعدت ونحن نكفيك وقد وضع الله عنك الجهاد، فأتى عمرو بن الجموح رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله إن بَنيَّ هؤلاء يمنعونني أن أخرج معك، ووالله إني لأرجو أن استشهد فأطأ بعرجتي هذه في الجنة، فقال له رسول الله ﷺ: أما أنت فقد وضع الله عنك الجهاد، وقال لبنيه: وما عليكم أن تدعوه لعل الله ﷿ أن يرزقه الشهادة فخرج مع رسول الله صل الله عليه وسلم فقتل يوم أحد شهيدًا (١) . قال شداد بن الهاد: جاء رجل من الأعراب إلى النبي ﷺ فآمن به واتبعه فقال أهاجر معك، فأوصى به بعض أصحابه، فلما كانت غزوة خيبر غنم رسول الله ﷺ شيئًا فقسمه، وقسم للأعرابي فأعطى أصحابه ما قسم له وكان يرعى ظهورهم، فلما جاء دفعوه إليه فقال: ما هذا؟ قالوا: قسم قسمه لك رسول الله ﷺ، فأخذه فجاء به إلى النبي ﷺ فقال: ما هذا يا رسول الله؟ قال قسم قسمته لك، قال: ما على هذا اتبعتك، ولكن اتبعتك على أن أُرْمَى ها هنا- وأشار إلى حلقه- بسهم، فأموت فأدخل الجنة، فقال: إن تصدق الله ليصدقك، ثم نهضوا إلى قتال العدو فأتي به النبي ﷺ وهو مقتول فقال: أهو هو؟ قالوا: نعم، قال: صدق الله فصدقه (٢) . من الأنانية إلى العبودية: وكانوا قبل هذا الإيمان في فوضى من لأفعال والأخلاق والسلوك والأخذ والترك والسياسة والاجتماع، لا يخضعون لسلطان ولا يقرون بنظام ولا ينخرطون في سلك، يسيرون على الأهواء ويركبون العمياء ويخبطون خبط عشواء، فأصبحوا الآن في حظيرة الإيمان والعبودية لا يخرجون منها، واعترفوا لله بالملك والسلطان والأمر والنهي، ولأنفسهم بالرعوية والعبودية والطاعة المطلقة، وأعطوا

(١) زاد المعاد ج٣ ص ١٣٥. (٢) زاد المعاد ج٣ ص ١٩٠.

1 / 91