Maxaa Dunidu Ku Waayay Hoos u Dhaca Muslimiinta
ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين
Daabacaha
مكتبة الإيمان
Goobta Daabacaadda
المنصورة - مصر
Noocyada
الجمود العلمي في تركيا:
وقد وصفت الكاتبة خالدة أديب هانم هذا الجمود العلمي في تركيا وصفًا يحسن بنا أن ننقله هنا قالت:
«ما دامت فلسفة المتكلمين تهيمن على الدنيا ظل علماء الإسلام في تركيا يقومون بواجبهم ويحسنون القيام به، وكانت المدرسة السليمانية ومدرسة الفاتح مركزين للعلوم والفنون السائدة في ذلك الزمان، لكن لما نشط الغرب من عقال الفلسفة الإلهية والمباحث الدينية الكلامية ووضع أساس العلم الحديث والحكمة الجديدة فأحدث انقلابًا في العالم لم تعد جماعة العلماء تقدر على الاضطلاع بأعباء التعليم والقيام بواجبات المعلمين. كان يعتقد هؤلاء أن العلم لا يزال حيث كان في القرن الثالث عشر المسيحي لم يتجاوز ذلك المقام ولم
يتقدم، ولم تزل هذه الفكرة الخاطئة سائدة على نظامهم التعليمي إلى القرن التاسع عشر المسيحي» .
«إن فكرة علماء تركيا والبلاد الإسلامية الأخرى هذه ليست من الدين في شيء، إن الفلسفة الإلهية أو علم الكلام الذي كان عند المسلمين أو النصارى، إنما كان مبنيًا على فلسفة الإغريق، وكان الغلبة فيه لأفكار أرسطاطاليس الذي كان فيلسوفًا وثنيًا، ويجدر بي في هذا المقام أن أقارن بإجمال بين عقلية العلماء المسيحيين والمسلمين» .
«لم يتعرض القرآن الكريم بالتفصيل لمسألة خلق العالم الطبيعي، والقسط الأوفى في تعليمه والأهمية الكبرى للحياة الخلقية والاجتماعية، ومقصوده الأكبر فصل ما بين الحسن والقبيح والخير والشر، إنه جاء بشريعة للعالم، وكلما ذكر مسألة من مسائل ما بعد الطبيعة أو المعارف الروحية قلما نرى فيها تعقدًا أو إشكالًا، إن أساس تعليمه التوحيد، فكان الإسلام دينًا سمحًا بسيطًا، وهو أفسح صدرًا للنظريات الجديدة عن العالم الطبعي من الأديان الأخرى بكثير، ولكن هذا التسامح وهذه البساطة التي كانت تساعد في التحقيق العلمي الجديد لم تطل مدتها في حياة المسلمين. قيد العلماء والمتكلمون في القرن التاسع الهجري الإلهيات- فضلًا عن الفقه- بسلاسل وقيود، وأوصدوا باب التحقيق والاجتهاد، في ذلك الوقت تغلغلت أفكار أرسطاطاليس في الفلسفة الإسلامية» .
«بالعكس من ذلك الدين المسيحي- الذي هو أولى بأن يسمى دين الراهب
1 / 135