خلعنا بها عذر الدموع فأقبلت
تلوم وتلحي كل لاح ولائم
لقد حكم البين المشتت بالبلى
عليك وصرف الدهر أجور حاكم
لعل الليالي يكتسبن بشاشة
فيجمعن من شمل الهوى المتقادم
ونود لو تأمل القارئ ما في هذه الأبيات من الترتيب والتنسيق، فقد وقف الشاعر بالديار، ثم حياها وهو يتنقل بروحه بين الشقاء الحاضر والنعيم الماضي، ثم اشتعل الحزن في قلبه اشتعالا، فنسي جمال الصبر وحسن العزاء، فاندفع يبكي وينتحب، ثم أغرب في البكاء والنحيب، حتى خشع عاذلوه، وخضع لائموه! ثم توجع للديار مما حكم عليها البين وصنعت بها الليالي! ثم تمنى لو ضحك الزمن بعد العبوس، فاجتمع الشمل بعد الفراق! وقال أبو فراس:
علي لربع العامرية وقفة
ليملي علي الشوق والدمع كاتب
فلا وأبي العشاق ما أنا عاشق
Bog aan la aqoon