وعرض بالبصرة على يحيى بن يعمر، ونصر بن عاصم، والحسن وغيرهم وحدث عن أنس بن مالك وعطاء بن أبي رباح، ونافع وأبي صالح السمان.
قرأ عليه خلق كثير؛ منهم: يحيى بن المبارك اليزيدي١، وعبد الوارث التنوري، وشجاع البلخي، وعبد الله بن المبارك.
وأخذ عنه القراءة والحديث والآداب أبو عبيدة، والأصمعي وشبابة، ويعلى بن عبيد والعباس بن الفضل ومعاذ بن معاذ، وسلام أبو المنذر وعلي بن نصر الجهضمي، ومحبوب بن الحسن ومعاذ بن مسلم النحوي، وهارون بن موسى، وعبيد بن عقيل.
قال أبو عمرو الداني: يقال: إنه ولد بمكة سنة ثمان وستين، ونشأ بالبصرة، ومات بالكوفة، وإليه انتهت الإمامة في القراءة بالبصرة.
قال الأصمعي: سمعت أبا عمرو يقول: كنت رأسا والحسن البصري حي.
وقال اليزيدي: كان أبو عمرو قد عرف القراءات، فقرأ من كل قراءة بأحسنها، وبما يختار العرب ومما بلغه من لغة النبي ﷺ، وجاء تصديقه في كتاب الله ﷿.
وروى اليزيدي عن أبي عمرو قال: سمع سعيد بن جبير قراءتي، فقال: الزم قراءتك هذه.
وقال أبو عبيد: حدثني شجاع بن أبي نصر وكان صدوقا، قال: رأيت النبي ﷺ في المنام فعرضت عليه أشياء من قراءة أبي عمرو فما رد علي إلا حرفين أحدهما ﴿وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا﴾ ٢ والآخر قوله: ﴿مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا﴾ ٣.
وقال أبا عمرو: كان قراءته "أَوْ نَنْسَاهَا".
_________
١ يحيى بن المبارك اليزيدي هو السند المتوسط بين أبي عمرو وراوييه وهما: أبو عمرو الدوري وأبو شعيب السوس. قال الشاطبي ﵀: أفاض علي يحيى اليزيدي سيبه. فأصبح بالعذاب الفرات معللا أبو عمرو الدوري وصالحهم أبو شعيب هو السوسي عنه تقبلا والمراد بـ"أفاض" أبو عمرو. "انظر شرح الشاطبية لعبد الفتاح القاضي ص١٥".
٢ من الآية ١٢٨ سورة البقرة. لأن السوسي يقرأ بإسكان الراء والدوري باختلاس كسرتها وكلاهما راويا أبي عمرو قال الشاطبي: وأرنا وأرني ساكن الكسر "د" م "ي" دا إلى قوله وأخفاهما "ط" لعه فالدال رمز ابن كثير والياء رمز السوس والطاء رمز دوري أبي عمرو.
٣ من الآية ١٠٦ سورة البقرة. لأن أبي عمرو ومعه ابن كثير يقرآن "نَنْسَأْهَا" بفتح النون الأولى وهمزة ساكنة بين السين والهاء. ولا إبدال للسوس من همزتها لأنها من المستثنيات. وقرأ الباتون بضم النون الأولى. وكسر السين من غير همز. قال الشاطبي: ونفسها مثل من غيرهم. "ذ" كت "إ" لى.
1 / 59