Macquul iyo Ma Macquul
المعقول واللامعقول في تراثنا الفكري
Noocyada
فلما حل شهر المحرم من سنة سبع وثلاثين للهجرة، جرت موادعة بين علي ومعاوية؛ توادعا على ترك الحرب بينهما حتى ينقضي المحرم؛ طمعا في الصلح، واختلفت بينهما إبان تلك الفترة الرسل؛ من هؤلاء كان عدي بن حاتم مبعوثا من علي فجرى بينه وبين معاوية حوار هذا بعضه:
عدي :
إنا أتيناك ندعوك إلى أمر يجمع الله به كلمتنا وأمتنا ونحقن به الدماء، ونصلح ذات البين؛ إن ابن عمك سيد المسلمين، أفضلها سابقة وأحسنها في الإسلام أثرا، وقد استجمع له الناس، ولم يبق أحد غيرك وغير من معك، فاحذر يا معاوية لا يصبك وأصحابك مثل يوم الجمل!
معاوية :
كأنك إنما جئت متهددا، لم تأت مصلحا ... لقد دعوتم إلى الطاعة والجماعة، فأما الجماعة التي دعوتم إليها فمعنا هي، وأما لطاعة لصاحبكم فإنا لا نراها؛ لأن صاحبكم قتل خليفتنا وفرق جماعتنا وآوى ثأرنا، وصاحبكم يزعم أنه لم يقتله، فنحن لا نرد عليه ذلك، فليدفع إلينا قتلة عثمان لنقلتهم، ونحن نجيبكم إلى الطاعة والجماعة.
وبعث معاوية بدوره إلى علي حبيب بن مسلمة:
حبيب :
إن عثمان كان خليفة مهديا، يعمل بكتاب الله وينيب إلى أمره، فاستثقلتم حياته، واستبطأتم وفاته، فعدوتم عليه فقتلتموه، فادفع إلينا قتلة عثمان إن زعمت أنك لم تقتله، ثم اعتزل أمر الناس، فيكون أمرهم شورى بينهم، يولونه من أجمعوا عليه.
علي :
ما أنت وهذا الأمر؟ اسكت؛ فإنك لست هناك، ولا بأهل له.
Bog aan la aqoon