Macluumaadka La Yaqaan iyo Kuwa Aan La Aqoon
المعلوم والمجهول
Noocyada
هو باد ظاهر في حاضرك
اجل قلبا في حمانا إننا
نحن قمنا بالذي في خاطرك
فقلت: ما الذي أراد بقوله «قمنا بالذي في خاطرك»! قال: أراد ما لا ينبغي أن تعلمه لا أنت ولا أمثالك.
هذا الملك الروحاني المدعى هو أكبر عند جميع المحتالين من أهل التصوف من الملك الدنيوي؛ فقد قضوا على ملوك البلاد أن يمتثلوا لإشاراتهم وأن يرفعوا أقدارهم وأن يهابوا جانبهم، وما خاطبوا ملوك الإسلام إذ خاطبوهم إلا زعموا أن الله أوحى إليهم بذلك، وعقلاء الشرق هم رجال الطبقة المتوسطة بين الملوك والسوقة، قليل ما بقي بالشرق من علم هو مقسم بينهم. أما الملوك والسوقة فمتساوون علما وفهما. وإذا امتاز الملوك عن إخوانهم السوقة في أشياء من السياسة فذلك محمول على كثرة معاناتها وتجريبها والاضطرار إلى ممارستها. وقد رأيت من جهلاء الناس غير المنقطعين إلى العبادة كثيرين لا يصدقون أكاذيب مشايخ الصوفية.
ومما لا أرى بأسا من ذكره في هذا الفصل أنا أبا الهدى عثر في مكتبة «آيا صوفيا» على شيء من الجفر المنظوم، ذكر في أوله أنه كان من محفوظات السلطان مراد الرابع، فطاب أبو الهدى بهذا الكتاب نفسا وأخذه من المكتبة واحتفظ عليه. فلما كانت المذبحة الأرمنية التي وقعت سنة 1894 رفع هذا الكتاب بنفسه إلى عبد الحميد، وإذا فيه إشارة بالحمرة على بيت من الشعر هو هذا:
ويحترق الأرمني الخبيث
بما كان أضمره فاستعر
فكان هذا معوانا لعبد الحميد على الجهل؛ فقد شد به عزيمته وأمضى مضاربه وباء بحسن الجزاء من عدو الناس وجزارهم، وظهر لمن اتبعه من الجاهلين ظهور الأولياء.
أجل، تكلم أبو الهدى كثيرا في أمر الخلافة حين حفلت مجالسه وأقبل عليه بالسمع أشياعه، فقال إن الخلافة كانت عربية وينبغي أن تبقى عربية، ولم يبال بمن ينقل عنه هذا الكلام إلى عبد الحميد. وهذا غاية في المكر. ود أن يرتاب عبد الحميد في أمره ويتوهم أنه يعمل على غصب الخلافة منه ليزداد خوفا وليعيش معه على المسالمة. هذا وأبو الهدى أعلم الناس بأمر الخلافة وبعده عنها، ثم لم يكن كلفا بها كلفه بادعاء الكرامة.
Bog aan la aqoon