Macluumaadka La Yaqaan iyo Kuwa Aan La Aqoon
المعلوم والمجهول
Noocyada
رويدا إنها دول
تدول وبعدها أخر
يظل الحق منهزما
زمانا ثم ينتصر
سيوف الله إن سلت
فلا تبقي ولا تذر
ما كابده أهل بيتي في فروق
جاءت والدتي وامرأتي لتزوراني في السجن على جاري عادتهما، وكانت المرأتان لا تأملان أن يؤذن لهما في الوصول إلي. ولكنهما قالتا: نحتال في الأمر عسى أن نهتدي إلى حيلة ننال بها طلبتنا. وإذا نفدت الحيل وسدت المسالك كلها فإن فيما نستخبر عن حال الرجل وصحته لمقنعا لنا. وإنما وصلت السيدتان ساعة أرادت المتصرفية حملي إلى الباخرة، فخشي رجال الشرطة أن يحدث من ذلك أمر يستلفت أنظار الناس، فرأوا إخراجي في غفوة من أهل بيتي، فتقدم رئيس القوميسيرية إلى السيدتين قائلا: انتظرا المتصرف، ويوشك أن يحضر الساعة. إني لأرجو أن يأذن لكما اليوم في زيارة رجلكما. ثم رأى الخادمة حاملة ولدي البكر، فقال لها: لا تقفي في هذا المكان، إني أخاف أن يبكي الصبي فيسمع أبوه بكاءه ويعتريه حزن شديد. فذهبت الخادمة مع السيدتين إلى مكان ينتظرن فيه قدوم المتصرف، وبقين هنالك إلى أن أخرجوني من سجني وأركبوني العربة، وجاءت امرأة من قيمات السجن تخبر والدتي وامرأتي أني لست هناك، وأن الشرطة نقلتني إلى باب الضبطية. فلا يسألن قارئ كتابي عن حال النسوة الثلاثة حين فاجأهم هذا الخبر. وقفن واجمات حائرات لا يدرين ماذا يصنعن.
وبينا هن على تلك الحال من الخبال إذا أحد الشرطة يتقدم نحوهن متخوفا حذرا، فلما قارب مكانهن قال: أيتها السيدات، لا تضيعن وقتكن هدرا، بادرن إلى نظارة الضبطية عسى أن تستطلعن خبرا أو تهتدين إلى طريق. ثم أبصر الشرطي رفاقا له قادمين نحوه فاختلط بهم وانصرف عن السيدات. فلما يئسن من رحمة تتداركهن خرجن متوجهات إلى الضبطية، وبقين هنالك إلى المغرب، ثم تكرم أحد ملوك الأرض فسألهن عما يلتمسن، فلما أخبرنه ذهب عنهن وغاب ساعة ثم جاء يحمل دفترا، فقرأ لهن أسماء كثيرة وليس بينهن اسمي، وقال: هو لا يأتي إلينا. وأبى أن يخبرهن بأكثر من ذلك، فلم يبق تدبير يحكم ولا أمل يرتقب، ورجعت السيدات رجوع اليأس والحسرة.
ولقد يخلق الله نفوسا تحب الخير وتستطيب مكارم الأخلاق، وتعصف بها في هذه الحياة عواصف حتى ترمي بها في مهاوي الشقاء، حيث تزدحم نفوس تعودت الشر، فتبلى بتلك الصحبة الدنسة ثم تفسد جواهرها وينطفئ نورها. وهذه القرارات النارية هي بيوت الظلم التي ندعوها منازل الشرطة ودور الحكومات المستبدة. ومن كتب عليه النحس في الأزل بمخالطة هاته المواضع عرف كيف يكون الشقاء.
Bog aan la aqoon