130

Macarri

أبو العلاء المعري زوبعة الدهور

Noocyada

فصاح إسماعيل مرعوبا: عفوك مولانا، وغفرانك. - تكلم. - قد أطلعني الرجل على جميع ما يكتب وينظم ويملي على تلاميذه، قد تتلمذت له كل مدة غيبتي عن الحضرة. إنه يعمل «للدعوة» ما لا يعمله جميع الدعاة؛ فبيته يعج بالوفود، وفيه تلقى دروس لا تلقيها «دار الحكمة». نحن ندعو سرا وهو يعلم جهرا. وكتابه الذي يمليه على طلابه مرتب على نسق الدعوات، إنه يرقيهم فيها درجة درجة.

فأطرق الحاكم قليلا وسكت الداعي، وكان صمت وجيز قال الحاكم على أثره: وماذا قال حين ذكرتني؟ - قال إنك سراج مستنير، وهو يقتفي أثرك وآثار آبائك، صلوات الله عليهم، ليدرك، عن طريق النسك والزهد، صفاء النفس ونقاءها ...

فسكت الحاكم هنيهة وأطرق، ثم رفع رأسه وقال: لا بد من مجيئه. - ماذا تريد منه يا مولانا وهو القائل:

توحد فإن الله ربك واحد

ولا ترغبن في عشرة الرؤساء

فمط الحاكم شفتيه حتى برز شارباه بروزا عنيفا، فقال الداعي: وهو يعلم اللاجئين إليه:

أفيقوا أفيقوا يا غواة، فإنما

ديانتكم مكر من القدماء

أرادوا بها جمع الحطام فأدركوا

وبادوا، وماتت سنة اللؤماء

Bog aan la aqoon