Dagaallada Carabta ee Andalus
معارك العرب في الأندلس
Noocyada
معركة الزلاقة
ما لبث المعتمد بن عباد - أمير إشبيلية - أن ساوره الندم على محالفته ألفنس السادس ملك قشتالة، ومعاضدته له في انتزاع طليطلة من القادر بن ذي النون، فإن العاهل الإسباني ما كاد يحيط بنهر التاج من عدوتيه، مستطيلا على منافذ الأندلس العربية، حتى نهض يفتتح قلاع الشاطئين وما حولها من المدن والضياع، وراح يهدد قرطبة وماردة (Mérida)
وبطليوس (Badajoz) ، فذعر المعتمد وتراءى له الخطر المحدق بأملاكه، فأرسل إلى ألفنس يستوقفه عن الفتح، ويطلب منه أن يراعي المعاهدة التي بينهما فلا يتجاوز طليطلة.
فرد عليه ألفنس بما عرف به من دهاء ومراوغة، وهو أنه إنما يملك ولاية طليطلة كلها شريكا لصديقه القادر بن ذي النون صاحب بلنسية، وكان المعتمد منصرفا يومئذ إلى محاربة ابن باديس صاحب غرناطة؛ طامعا في ضم هذه الإمارة إلى مملكته، فأراد ألفنس أن يظهر له حسن نيته من حيث يروم خداعه، فأمده بخمسمائة فارس مدرع من الإسبانيين ليقاتلوا معه في غرناطة، فأوجس المعتمد شرا، وأزعجته هذه النجدة التي لم يرغب فيها، ولا شاقه قدومها، ففضل أن يصالح ابن باديس على أن يستبقيها عنصرا خطرا في جيشه.
فلما عادت إلى طليطلة دون أن تسفر بعثتها عن نتيجة ترضي ملك قشتالة، كتب هذا إلى المعتمد يطلب منه أن يتخلى له عن الحصون التي يمتلكها في ولاية طليطلة، فعظم الأمر على أمير إشبيلية، وأوجعه خطؤه وسوء سياسته، وعلم أن لا سبيل إلى كبح مطامع ألفنس إلا إذا قابل الشدة بالشدة، وهو وإن يكن يحمل إليه الجزية كغيره من ملوك الطوائف، إلا أنه كان أوسعهم دولة، وأقواهم سلطانا، فلماذا لا ينقض على الطاغية، ويرفع عن مخنقه يدا قاسية القبض؟ بل لماذا لا يسعى إلى دعوة أمراء المسلمين أن يتركوا الخلاف ويتحدوا لدرء الخطر المشترك؟ فقد آن لهم أن يطهروا قلوبهم من أحقادها، ويمد بعضهم إلى بعض يده مصافيا ومعاونا.
فالأمراء المسيحيون في إسبانيا أدركوا قبلهم ضرورة التعاضد للتغلب عليهم وإخراجهم من تلك الأرض الجميلة التي افتتحها أجدادهم، فتناسوا ما بينهم من عداء قديم يفرقهم ويضعفهم، فاجتمعت كلمة ألفنس السادس وشانجه (Sancho)
صاحب أرغون ونافار، ورمند برنجه (Reymond Berenguer)
أمير برشلونة، فنهضوا نهضة واحدة لينقضوا على العدو الغريب متيمنين بتخاذله وانقسامه.
فمتى يدرك أمراء الأندلس ما أدركه أمراء إسبانية فيهبوا للدفاع عن أرضهم متضافرين لا متفسخين؟ أفما يخلق بالمعتمد بن عباد أن تدور هذه الفكرة في رأسه عندما جاءته رسل ألفنس تستنزله عن حصونه في طليطلة؟ فإذا به لا يتلكأ عن الرفض، حاملا نفسه على الخطة الصماء يريد فصلها، وإن ساءت مغبة الفصل، فأثار رفضه سخط العاهل القشتالي كما كان ينتظر، فنقض الحلف وجاهره العداء، ثم زحف بجيوشه يضرب في ولايات الأندلس فاستولى على قورية (Coria)
من بني الأفطس، وأغار على بسائط إشبيلية، فأثخن فيها وأحرق قراها وحقولها، حتى بلغ جزيرة طريف، فأدخل قوائم فرسه في البحر وقال: «هذا أقصى بلاد الأندلس قد وطئته.»
Bog aan la aqoon