36

Macarij Anwar

معارج الأنوار في سيرة النبي المختار (( نونية الصرصري ))

سمعوا الكلام ولم يروا جثمانه ظنوا به خضرا فتى ملكان

755

وله الرجال ذوو الحلوم لفقده

إذ كان ذلك أعظم الفقدان

756

وتفاقم الخطب الجليل وجلت ال

بلوى وأوحش ساكن الأوطان

757

وعداهم خبر السماء وأنكروا

تلك القلوب أشد ما نكران

758

جعل المهيمن قبره في أرضه

حرزا لأمته من القطان

759

تغشى الملائكة الأفاضل قبره

في كل صبح أحسن الغشيان

760

سبعون ألفا كلما عرجوا أتى

سبعون ألفا في الصباح الثاني

761

من زاره فكأنما قد زاره

حيا زيارة صحة وعيان

762

من زاره وجبت شفاعته له

فنجا من الزقوم والقطران

763

ولقد عرا الجدب المدينة مجحفا

بجمالها وبمعزها والضان

764

لاذوا بعائشة الطهور فأقبلت

بإشارة فيها صلاح الشان

765

أمرت بأن يلقى السماء بقبره ال

محشود بالأنوار والرضوان

766

فلقوا فأقبلت السماء فأخصبوا

فتفتق الأنعام باللحمان

767

وبقبره الملك الكريم موكل

ليبلغ التسليم للبعدان

768

لكن إذا ما المرء قام تجاهه

رد السلام على القريب الداني

769

وهو الطري بقبره ما للبلى

والحادثات عليه من سلطان

770

وإذا الفتى صلى عليه مرة

من سائر الآفاق والبلدان

771

صلى عليه الله عشرا فليزد

عبد ولا يجنح إلى النقصان

772

من لم يصل عليه إن ذكر اسمه

فهو البخيل وزده وصف جبان

773

وإذا أخل بذكره في مجلس

فأولئك الأموات في الحيان

774

روح المجالس ذكره وحياتها

وهدى لكل ملدد حيران

775

Bogga 36