وكان لا بد بعد أن وقع لي كتاب «المنمق» وأصبحت أملك الموازنة عن معاينة كما ملكها الأستاذ «حميد الله» من قبل عن معاينة، أن أعارض نصّا بنص، أعنى نص المحبر بنص المنمق، فإذا هذه الموازنة تكشف لي في أماكنها السبعة عن اتفاق ليس على الصورة التي صورها الأستاذ «حميد الله»، وإليك هذه النصوص السبعة كما هي في «المحبر» وكما هي في «المنمق»:
أولها: (المحبر ص ١٣٧) عند الكلام على «أزواد الركب»، فالنص في «المحبر»:
أزواد الركب، الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزّى، ومسافر بن أبى عمرو بن أمية، وأبو أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وزمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد» .
والنص في «المنمق» (ص ٤٦٠- ٤٦١ المطبوعة): أزواد الركب من قريش.
وكانوا إذا سافروا لم يختبز معهم أحد ولم يطبخ، وهم:
الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي، ومسافر بن أبى عمرو بن أمية بن عبد شمس، وأبو أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر ابن مخزوم، وزمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد» .
وثانيها: عند سوق أبيات للحزين الكناني (المحبر ص ١٥٢) وهي:
فإن تك يا طلح أعطيتنى ... عذافرة تستخف الضفارا «١»
فما كان نفعك لي مرة ... ولا مرتين ولكن مرارا
أبوك الّذي صدّق المصطفى ... وسار مع المصطفى حيث سارا
وأمك بيضاء تيميّة ... إذا عدّد الناس كانت نضارا
ففي البيت الأخير منها «كانت نضارا» وأضاف الأستاذ «حميد الله»: «وفي المنمق لابن حبيب (ص ٣٠٧) «كانوا نصارا»، وهو يعنى ما جاء في النسخة المخطوطة.
وحين رجعنا إلى النسخة المطبوعة من المنمق (ص ٤٧٩) وجدنا أنه ليس
المقدمة / 9