153

Macnaha Qur'aanka iyo Sarbeebtiisa

معاني القرآن وإعرابه

Baare

عبد الجليل عبده شلبي

Daabacaha

عالم الكتب

Lambarka Daabacaadda

الأولى ١٤٠٨ هـ

Sanadka Daabacaadda

١٩٨٨ م

Goobta Daabacaadda

بيروت

ذلك أن يكون الناسخ اشهل في المأخذ من المنسوخ، والإيمان به أسوغ.
والناس إليه أسرع.
نحو القِبْلة التي كانت على جهة ثم أمر اللَّه النبي ﷺ
بجعل البيت قبلةَ المسلمين وعدل بها عن القصد لبيت المقدس، فهذا - وإِن
كان السجود إلى سائر النواحي متساويًا في العمل والثواب، فالذي أمر الله به في ذلك الوقت كان الأصلح، والأدعى للعرب وغيرهم إِلى الإِسلام.
* * *
وقوله ﷿: (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (١٠٧)
لفظ (أَلَمْ) ههنا لفظ استفهام ومعناه التوقيفُ، وجزم (أَلَمْ) ههنا كجزم
" لم " لأن حرف الاستفهام لا يغير العامل عن عمله، ومعنى الملك في اللغة
تمام القدرة واستحكامها فما كان مما يقال فيه مَلِك سمي المُلْكَ، وما نالته
القدرة مما يقال فيه مَالِك فهو مِلْك، تقول: ملكت الشيء أمْلِكه مِلْكًا.
وكقوله تعالى، (على مُلك سليمان) أي في سلطانه وقُدْرته.
وأَصل هذا من - قولهم ملكتُ العَجين أملُكُه إِذا بالغْتُ في عَجْنِه، ومن هذا قيل في التزويج شهدنا " إِملاكَ " فلان، أي شهدنا عقد أمر نكاحه وتشديده.
ومعنى الآية إِن اللَّه يَمْلك السَّمَاوَات والأرض ومن فيهن فهو أعلم بوجه
الصلاح فيما يتعبدهم به، من ناسخ ومنسوخ ومتروك وغيره.
* * *
وقوله ﷿: (وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ).
هذا خطاب للمسلمين يخبرون فيه أن من خالفهم فهو عليهم، وأن اللَّه
جلَّ وعزَّ ناصرهم، والفائدة فيه أنه بنَصْره إياهم يغلبون من سواهم.

1 / 191