الخالق والمحيي. كذلك شأن صفة " الخالق و" المحيي " فانه سبحانه وتعالى " خالق كل شئ " الانعام 102 و" هل من خالق غير الله " فاطر 38 وقال تعالى " الا له الخلق والامر " الاعراف 54 وقال تعالى " وهو الذي يحيي ويميت " المؤمنون 80 وقال " فالله هو الولي وهو يحيي الموتى " الشورى 9 ولا منافاة بين هذا وبين ان يأذن لعيسى بن مريم ان يخلق ويحيى كما قال سبحانه مخاطبا اياه " واذ تخلق من الطين كهيئة الطير باذني فتنفخ فيه فيكون طيرا باذني. وتبرئ الاكمه والابرص وتخرج الموتى باذني " المائدة 110. وقوله تعالى عن لسان عيسى " اني اخلق لكم من الطين كهيئة الطير فانفخ فيه فيكون طيرا باذن الله وابرئ الاكمه والابرص واحي الموتى باذن الله. " الانعام 49. فان الله سبحانه حين يخلق ليس كالالة الصانعة لا يحول عن عمله ولا يزول جل عن ذلك وليس كالبشر حين يعمل لا يستطيع ان يهب قدرة العمل لغيره. بل انه قادر ان يخلق الحياة انسانا كان أو حيوانا من طريق اللقاح بين الزوجين ويستطيع ان يخلقه بيديه دون اب ولا ام مثل آدم ويقدر كذلك أن يأذن لعيسى فيخلق بأذنه والخالق في كل ذلك هو الله تعالى. وكذلك شأن الاحياء فانه قادر على ان يحيى الموتى بلا واسطة يوم القيامة وقادر على ان يهب الاحياء لرسوله عيس بن مريم (ع) فيحيى الموتى باذنه. وقادر على ان يجعل الاحياء في ضرب بعض بقرة بني اسرائيل الصفراء بميتهم المقتول فيحيا المقتول ويخبرهم عن قاتله (1). وان عيسى بن مريم حين خلق الطير وأحيا الموتى كان الخلق والاحياء باذن الله وعلى هذا فان عيسى حين خلق الطير واحيا الموتى لم يخلق مع الله ولم يحيي مع الله ولم يخلق ولم يحيي غير الله ولا دون الله وانما خلق وأحيا باذن الله. الولي والشفيع. وكذلك شأن صفة الولي والشفيع فانه لا منافاة في شأن الشفاعة بين قوله تعالى: " ام اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون ولا يعقلون. قل لله الشفاعة جميعا له ملك السموات والارض ثم إليه ترجعون " الزمر: 43، 44 وقوله
---
(1) اشارة إلى الايات 67 - 73 من سورة البقرة.
--- [66]
Bogga 65