كنا في روما في شهر سبتمبر، وفي أوج الحكم الفاشي، وكنا قلقين إلى حد ما، لكن ذلك لم يمنعني من السير مع الطفلين طيلة النهار. وكان افتتاح المؤتمر الرسمي قد تم في «كامبيدوليو
Campidoglio »
161
مع تقديم السلاح تحية لدى مرور كل وفد. وقد استقبل الدوتشي في قصر فينيسيا رؤساء الوفود، وكنت اصطحبت طه بالطبع لكني لم أكن عضوة الوفد، إلا أنه سمح لي بالدخول وقادونا إلى قاعة بسيطة داكنة اللون. وكان المطران تيسيران
162 «لم يكن قد أصبح كاردينالا بعد» يعرف طه معرفة جيدة. فأخذه من ذراعه وقال لي مبتسما: «لا تقلقي! سوف أعيده لك!» لم أكن أشعر بالراحة في هذه القاعة غير المضيافة! وبدا لي الوقت طويلا حتى اللحظة التي رأيتهما فيها يعودان. وكان الكاردينال تيسيران أيضا هو الذي قدم طه إلى البابا بيوس الحادي عشر. كان بيوس الحادي عشر نفسه مستشرقا. وكان قد أراد استقبال مؤتمر المستشرقين في «كاستيلجاندولفو
Castelgandolfo ». وقد وجه لطه كلمات في منتهى الرقة كما وجه إلي مثلها، أنا التي لم يكن لها أي حق فيها.
ومنذ الجلسة الأولى للمؤتمر تنازل «ناللينو
Nallino »
163
عن رئاسة القسم لطه. ولم يسبق أن حدث مثل هذا الأمر إطلاقا. وعندما روى لي طه هذا الثناء من أستاذ عريق على من كان تلميذه الشاب، أضاف بشيء من السعادة والكآبة: «إنني أشيخ!»
Bog aan la aqoon