Macaahid Masriyya
المعاهد المصرية في بيت المقدس
Noocyada
3
أشهرها المدرسة الصلاحية التي كان لها شأن عظيم في النهضة العلمية في الديار الفلسطينية، وظلت عامرة حتى القرون المتأخرة في العهد العثماني، وكانت تدرس الفقه الشافعي، والعلوم العربية، والرياضيات، وقد درس فيها كثير من علماء المسلمين، وتولاها مدة من الزمن الرياضي الكبير الشهير ب «ابن الهائم المصري المقدسي» (815ه/1412م)، ودفن في مقبرة مأمن الله.
ومنها الخانقاه الصلاحية، وهي تقع لصق كنيسة القيامة من الجهة الشمالية، وكانت هذه الخانقاه دارا للصوفية، ورباطا للمجاهدين، وقد مر ذكر البيمارستان الصلاحي الذي كان يداوي الجرحى من الجنود والمرضى من الأهالي، ويوزع الأدوية والعقاقير على الناس بلا مقابل.
وتنافس بنو أيوب في بناء المدارس والمعاهد والإنفاق عليها، وقد حذا حذوهم المماليك الأتراك، والمماليك الجراكسة، وملوك الدولة العلوية، وأمراؤهم وأميراتهم.
ولسنا في مجال أن نأتي على ذكر جميع هذه المعاهد، وما أدت من الخدمات الجلى في القرون الوسطى خاصة؛ فالزائر للحرم الشريف يستطيع حتى الآن أن يشاهد حوله تلك المدارس والربط والزوايا والسبل، مما يعد بحق من مفاخر الإسلام، بل من بدائع فن المعمار.
فمن أشهر هذه المعاهد الزاوية الجراحية؛ نسبة للأمير حسام الدين الجراحي أحد أمراء الملك صلاح الدين، وإليه ينسب حي الشيخ جراح في القدس الآن، وهو حي يقع إلى ظاهر القدس من جهة الشمال، وقد توفي الأمير الجراحي سنة (598ه/1201م).
ومنها رباط علاء الدين البصير،
4
وقد كان علاء الدين هذا ناظرا للحرمين - أي حرم القدس وحرم الخليل - أيام الظاهر بيبرس إلى أيام المنصور قلاوون، وهو الذي بلط الصخرة، وعمر المغلق في الخليل وبداخله الأفران والطواحين، فسهل سماط الخليل - عليه السلام - ولا يزال عامرا حتى الآن.
ومن مآثرهم: «دار الحديث» في بيت المقدس، بناها الأمير الهكاري على غرار دار الحديث الكاملية في القاهرة، وذلك سنة (666ه/1267م).
Bog aan la aqoon