وصاح الشبان: بحق ولدك يا عم لا تقل هذا!
ونظر إليهم رضوان أفندي في دهشة وقال: وماذا تقولون أنتم؟
فقال إبراهيم بصوت مختنق: ماذا كنت تفعل لو استمرت المعركة؟
فقال رضوان أفندي في ضجر: ولكن أين هي المعركة؟
فقال إبراهيم: ماذا كنت تفعل لو ناداك عرابي للنضال بعد عودته إلى القاهرة؟
فقال رضوان أفندي في حماسة: ليته فعل يا ولدي.
فقال إبراهيم في عناد: وماذا تفعل لو ناداك غير عرابي ووجدت إلى جانبك رجالا؟
فقال رضوان أفندي: كنت أقاتل معهم إلى آخر رمق، إلى آخر رصاصة. وإذا لم أجد رصاصا فإلى آخر عظمة في رأسي وجسمي وآخر ضرس في فمي.
وكان يقذف بألفاظ سريعة واحمر وجهه من التأثر، ثم بصق في غيظ على الأرض قائلا: «إخص» لعنة الله ...
وتمالك نفسه فلم يستمر في أقواله الحانقة وأوقف اللعنات التي كاد يقذف بها.
Bog aan la aqoon