إن التاريخ ليصرخ قائلا : إن خروج بعض الأئمة الذين تدعي الإمامية إمامتهم بالنص واستئذان بعضهم وخروج بعضهم مع الأئمة الخارجين وادعاء بعض أولادهم الإمامة وخروج أبنائهم وذريتهم وبني عمهم مع الأئمة ليدل على أن فكرة الاثني عشر لم يكن لها ذكر ولا وجود في عهدهم وعصرهم ، والقول بأن هؤلاء المتقدمين حسادا لهو غبن وظلم وإثم وفسق عظيم . إن جهاد وتضحيات أولئك الجاهدين لتدل على مدى إيمانهم العميق عمق البحار هذا الإيمان الذي جعلهم يقدمون أجسادهم وأبنائهم وأموالهم قربانا يتقربون به إلى الله ، ولتدل على أن هؤلاء عاشوا هموم الإسلام وأبنائه ولم يكن الموت عذرا عندهم بل ساروا وسلكوا خط الإمام الشهيد الحسين بن علي وخط الإمام زيد عليهم السلام ، ذلك الخط الذي هو ركن من أركان الإسلام والذي يمثل الخروج على الظلم والظالمين والمتكبرين والآكلين لأموال الشعوب ، فالإمام الحسن خرج وجاهد إلى آخر لحظة استطاع الجهاد فيها ، فلولا خذلان الخاذلين ونكث الناكثين لجاهد حتى ينتصر أو يموت صلوات الله عليه .
Bogga 19