Iyadoo Abi Cala Xabsiga Ku Jirta
مع أبي العلاء في سجنه
Noocyada
ن كثير الهموم بالإسعاد
إيه لله دركن فأنتن
ن اللواتي يحسن حفظ الوداد
وستقول: فإنك إن مضيت على هذا النحو لم تقدم إلينا كتابا في البحث العلمي، ولا في النقد الأدبي، وإنما تتحدث إلينا عن صديق! وهذا حق، فإني لا أقدم إليك كتابا في البحث العلمي عن أبي العلاء، ولا في النقد الأدبي لأبي العلاء، ولعلي قدمت إليك من ذلك ما فيه مقنع، وإنما أتحدث إليك عن صديق لا يرجى نفعه، ولا يتقى شره، ولا يصدر المتحدث عنه إلا عن الحب المبرأ من الرغب والرهب، ومن الطمع والإشفاق. أفتراك تكره مثل هذا الحديث؟ ألم تسأم هذه الأحاديث الكثيرة التي تمتلئ بالبحث العلمي والنقد الأدبي، والتي تكتب ابتغاء لرضا الأصدقاء، واتقاء لسخطهم؟ ألم يجهدك هذا السفر المتصل في هذه الطريق الطويلة الملتوية، طريق البحث العلمي، والنقد الأدبي؟ ألست في حاجة إلى أن تعرج على هذه الواحة الخضراء لتستريح لحظة في ظل الحب النقي الكريم؟
الفصل الثالث
وأنا شديد الإشفاق على أبي العلاء من نفسه قبل كل شيء، وقبل كل إنسان، فلم يظلمه أحد قط كما ظلم نفسه، ولم يكلفه أحد قط من الجهد والعناء، ومن المشقة والمكروه مثل ما كلف نفسه نحو خمسين عاما. ولم يفتن أبو العلاء في شيء كما افتن في ظلم نفسه، وتحميلها ما تطيق، وما لا تطيق، وأخذها بالمكروه في حياتها العملية والعقلية أيضا.
وأول ما ألاحظه من ظلم أبي العلاء نفسه اقتناعه بأنه سجين، وامتناعه عن أن يرى لنفسه سجنا واحدا، بل عن أن يرى لنفسه سجنين، وإباؤه إلا أن تكون لها سجون ثلاثة يذكرها في البيتين اللذين رويتهما آنفا:
أراني في الثلاثة من سجوني
فلا تسأل عن الخبر النبيث
لفقدي ناظري ولزوم بيتي
Bog aan la aqoon