Mabarhanat Firma Akhira
مبرهنة فيرما الأخيرة: المعضلة التي حيرت عباقرة الرياضيات لقرون
Noocyada
أكبر من 2. لم يحبط وايلز إذ عرف أن معظم العقول الأكثر ذكاء في الكوكب قد عجزت عن اكتشاف البرهان من جديد، بل بدأ في العمل على الفور مستخدما جميع التقنيات التي عرفها من الكتب الدراسية وراح يحاول بناء البرهان من جديد. فربما يجد شيئا قد غفل عنه الجميع باستثناء فيرما. كان يحلم بأن يصدم العالم.
شكل 1-6: في الثالث والعشرين من يونيو عام 1993، ألقى وايلز محاضرة في معهد إسحاق نيوتن في كامبريدج. كانت تلك هي اللحظة التي تسبق مباشرة إعلانه البرهان الذي توصل إليه لمبرهنة فيرما الأخيرة. لم يكن هو ولا أي شخص آخر من الحاضرين في القاعة على علم بالكابوس القادم إطلاقا.
وبعد ثلاثين عاما، صار أندرو وايلز مستعدا. وقف في قاعة معهد إسحاق نيوتن، وراح يكتب على السبورة، ثم راح يحدق إلى جمهوره وهو يحاول أن يكبت جذله. كانت المحاضرة تصل إلى ذروتها، وكان الجمهور يعرف ذلك. كان واحد أو اثنان من الجمهور قد هربا الكاميرات إلى قاعة المحاضرة، وبدأ الوميض يتناثر وهو يوضح تعليقاته النهائية.
استدار نحو السبورة للمرة الأخيرة وهو يمسك بالطبشور في يده. واكتمل البرهان بالسطور الأخيرة من الحجة المنطقية. للمرة الأولى على مدى ما يزيد على ثلاثة قرون، وجد برهان فيرما من يتصدى له. أومضت الكاميرات مجددا لتسجل اللحظة التاريخية. كتب وايلز نص مبرهنة فيرما الأخيرة، واستدار نحو الجمهور وقال بتواضع: «أعتقد أنني سأتوقف هنا.»
شكل 1-7: بيير دو فيرما.
مائتان من علماء الرياضيات قد صفقوا وهللوا احتفالا. وحتى من كان يتوقع النتيجة منهم، ابتسموا في غير تصديق. فبعد ثلاثة عقود، اعتقد وايلز أنه قد حقق حلمه، وبعد سبع سنوات من العزلة، تمكن من الإفصاح عن حساباته السرية. بالرغم من ذلك، فبينما ملأت النشوة معهد إسحاق نيوتن، كانت المأساة توشك على الظهور. كان وايلز يستمتع باللحظة، وكان هو وجميع من في القاعة غافلين عن الأهوال القادمة.
الفصل الثاني
صاحب الأحاجي
أسر له الشيطان قائلا: «أوتدري؟ حتى أفضل علماء الرياضيات في الكواكب الأخرى، وجميعها أكثر تقدما من كوكبك بكثير، لم يتمكنوا من حلها. ويحي! ثمة رجل على زحل، يشبه فطر عيش الغراب مرتكز على دعامات، يحل المعادلات التفاضلية الجزئية ذهنيا، وحتى هو قد كف عن المحاولة.»
آرثر بورجس، «الشيطان وسايمون فلاج»
Bog aan la aqoon