Dood Cilmiyeed iyo Bulshadeed
مباحث علمية واجتماعية
Noocyada
1
مسألة كثر تحدث الخاصة بها، وذهبوا فيها رأيين متضادين، وطالب القائل بتساويهما بحقوق المرأة المرتبة على هذا التساوي، والتي اهتضمها الرجل، في زعمه، من قانون البشرية صلفا وعتوا، أو كما تقول المرأة لأنه هو الذي سن هذا القانون، فآثر نفسه فيه استبدادا حتى أنكر عليها النفس التي يفتخر بها على سائر المخلوقات. وأنكر هذا الحق من ذهب ضد مذهبه، ونسب دعواه إلى غيرة أعماها الهوى، ورأي أضله الوهم. وقد شحذ المتباحثون في المسألة قرائح أمضى من القواضب، وجردوا ألسنة أحد من الأسنة وبروا لها أقلاما أقوم من قدود الهيف إذا أخجلت سمر القنا، وطعنوا بها طعنات أوقع من لحاظهن إذا رنت سهامها في القلوب، وتجاروا في مضمارها تجاري خيل الطراد في يوم الوغى؛ فمن آخذ بنصر المرأة ارتفع بها إلى أوج البشرية، وقال ما هي بشر إن هي إلا ملك كريم. ومن متحامل عليها انحط بها إلى حضيض البهيمية، وقال إن هي إلا متاع خلق للرجل، وليست بشرا سويا. وكلاهما تجاذب في القول طرفي الإفراط والتفريط، وادعى نصر الحق، وما اتبع في نصره إلا الهوى.
ولم يفت نبهاء قومنا جولة في حومة هذا المجال؛ فقد سمعتموهم في هذه الجمعية يتباحثون ويتناظرون مستمطرين دراري المعاني من سماء الألفاظ حتى كدن يلقطن باليد، وشهدتم مواقع نزالهم في حلبة المقتطف الأغر وغيره من الجرائد الوطنية، ورأيتم كيف أن هذه الحرب قد اتقدت نارها في قلوبهم، وحمي أوارها في رءوسهم ونعم المرام، إلا أنه لا يؤاخذني كماة هذه الحرب وفرسانها إذا قلت إنهم جالوا بنا إلى غير محسم نزاع، ووقفوا بنا على غير موقف هدى، حتى تخيل للقارئ والسامع أن المسألة ككثير من المسائل الخلافية سلسلة لا تنتهي حلقاتها، ودور لا يعرف طرفاه، وما ذلك في اعتقادي إلا لأنهم ولجوها من غير بابها؛ ولذلك رأيت أن أقرعها من الباب الذي يدخل منه، وأنخعها من الوجه الذي يختلف إليه. •••
ذهبت طائفة من أهل النظر إلى أن المرأة مساوية للرجل في العقل. وفي اعتقادنا أن المبحث طبيعي محض؛ أعني أنه من مباحث علم الحيوان المعروف بالزوولوجيا، أو بالحري من مباحث علم الإنسان الذي هو فرع منه، والمعروف بالأنثروبولوجيا، ولا يصح أن ينظر إليه من غير هذا الوجه، أو يقطع فيه حكم بدونه. والأنثروبولوجيا لا كما يفهمه المتقدمون علم أقرب إلى النظر، وإلا اتسع بنا مجال القول، وتهنا في فيافيه، ووقعنا في بلبال لا يجمعنا فيه سوى فوضى الاختلاف، وخرجنا منه كما خرجنا إليه، وربما تشعبت المسألة دوننا إلى فروع كثيرة أفضى بنا الولوج فيها إلى الإعراض عنها، والتوغل في أمور جدلية لا طائل تحتها، كما هو دأب الذين لا يستندون في بحثهم إلى أساس متين مرشد لبرهان المستطلع، كابح لجماح المشط؛ ولكن كما يفمهه المتأخرون؛ علم يبحث فيه عن الإنسان من حيث كونه حيوانا وإنسانا معا في تركيبه وقواه وأفعاله. فمساق الكلام على هذا المنهج يسهل علينا فهمه، ويقينا فيه عثرة الشطط، فلا نرتفع به محلقين إلى «لا أوج»، ولا نهبط به سافلين إلى «لا قرار»، بل نضعه في مقامه الطبيعي. •••
وأولا ننظر إليه في الأنواع، أي أنواع الحيوان المختلفة. فمن المعلوم لأهل النقد من علماء طبائع الحيوان أن الأنثى أشد من الذكر في الحيوانات السافلة، وأضعف منه في الحيوانات العالية، ومساوية له فيما كان بينهما، وذلك قاعدة مطردة إلا فيما ندر، والنادر لا يعتد به. فأنثى النحل والزنابير والفراش وكثير من الأسماك والحشرات أشد من الذكر،
2
وأنثى الطير والحيوانات اللبونة وسائر ذوات الفقر العالية أضعف منه غالبا.
ويستفاد من هذا أن امتياز الأنثى على الذكر من صفات الحيوانات المنحطة في سلم النشوء، وأن امتياز الذكر عليها من صفات الحيوانات المرتقية. وسنبين أوجه الامتياز. وهنا الطريق وعر، والمسلك صعب، فأرجوكم أن تتبعوني فيه متزودين جانبا من الصبر.
ففي الطيور والحيوانات اللبونة التغذية أقوى في الذكر منها في الأنثى، والدم أشد، وفيه من الكريات الحمر الصالحة للتغذية أكثر مما فيها، ومن الكريات البيض القليلة الصلاحية لها أقل (كوينكود وكرنيلوف)، وفي المليمتر المكعب من دم الرجل مليون من الكريات الحمر أكثر مما في دم المرأة (ملاسز). •••
والرجل يأكل أكثر من المرأة، ولكنها أنهم منه؛ أي إنها تشره فيه أكثر منه. والتنفس أقوى في الذكر منه في الأنثى. وإذا تساوى الرجل والمرأة في القد، فتسع رئته من الهواء نحو نصف لتر أكثر من رئتها. وهو يتناول من الأكسيجين المطهر للدم أكثر منها، وإن كانت تتنفس أكثر منه، وتزيده نفسا واحدا في الدقيقة من سن 15 إلى سن 50 (كواتلت). وهو يفرز من الحامض الكربونيك المتحصل من احتراق الأنسجة أكثر منها في جميع الأسنان (أندرال وغفرت). وحرارته أكثر من حرارتها، وكذلك حرارة الديك بالنسبة إلى الدجاجة.
Bog aan la aqoon