ونفذ الأمر النافذ، وقطع جميع الجيش المراحل مشيا على الأقدام، وفى يوم السابع من شعبان، وصل أمير خان ومعه المدفعية والجند، ودون فاصله وصل سائر الرجال المكلفين إلى" لنكران"، ولو أن الروس المتوقفين أقبلوا على القتال، لكانت المدفعية المباركة حاضرة ومستعدة، وكذلك أصدر الأحكام السامية إلى جميع ساكنى طالش، وسار الجند فى المقدمة كالمبشرين بالرحمة والعذاب، بحيث إنه بسبب نزول البلاء وظهور غضب الخديو فاتح البلاد على مصطفى خان يعلم كل واحد أن حصوله على أمنه وفلاحه فى مساندة تولى الدولة القاهرة. ولم يتحرك أحد من مكانه إلى مكان آخر، فلقد دمروا الجسور والمعابر من كل أطراف طرق الغابات والأدغال ومن أرجوان إلى لنكران، الذى كان طريق عبور المدفعية، وكل أماكن مصطفى خان، وأغلقوا الطرق بالأشجار الضخمة. وكان قد أرسل مير حسن ابنه [ص 284] ومعه أهل جاميشوان إلى المعابر، لربما يمنع الجيش من العبور ولم يؤثر تأثيرا ما كالقش على ممر السيل، ومن [خلف] جذع كل شجرة، والتى كانت تظهر طليعة العلم وولولة طبل الجنود وحركة عربات المدافع المحطمة لجبال ألبرز كان جنود المشاة وحملة بنادق طالش يرفعون رأسهم بثبات مثل زهرة القرنفل فى الغابة، وكانت المدفعية والجند تأخذ مكانها. وفى اليوم الموعود، دخل أولا: أمير خان القاجارى إلى لنكران والرجال المكلفون الآخرون بعده بأقل فترة، وحيث كانت المدفعية والجنود تعبر الغابة والأدغال فى اليوم السابق، فقد اعتبر الروس استحالة التوقف فى لنكران مع نزول البلاء الفجائى، وفروا إلى جاميشوان. ورسوا بالسفن الحربية الكبيرة، التى كانت مستعدة منذ فترة متأخرة فى بحيرة سارى، مع الزوارق الكثيرة حيث كان يوجد فى كل سفينة ستة عشر مدفعا وفى كل زورق مدفع ومدفعان على أطراف جاميشوان من البحر والبحيرة وساحل البحر غير المقابل لعمران لنكران، وخرجوا هم أيضا من جاميشوان وأعطوا ظهرهم وأحد الجوانب للبحر، والسفن والجانب الآخر لأجمة البوص المتصلة بساحل البحر وهى صعبة العبور، من أجل أن يسحبوا الجنود والمدفعية إلى ذلك المكان لئلا يصلهم ضرر فى ذلك المضيق من ناحية البحر واليابسة، وبمجرد قدوم أمير خان وبمشاهدته هذه الجسارة، لم ينتظر وصول جميع الرجال المكلفين، وقاد بجرأة فوجا من الجند مع عدة قطع من المدفعية إلى ذلك المضيق، وأقدم على معركة يوم قيامة الروس، وأقدم أيضا من الأمام ومن ناحية البحر يضربهم بالصواعق الساقطة والنيران المنتشرة من المدافع والبنادق، وقدم معركة عظيمة لمدة ساعتين. ولما كان قد صار جمع كبير من جنودهم طعمة لفوهات المدافع والبنادق، وقد غرق أحد الزوارق التابعة لهم، التى كانت تأتى من السفن الأخرى وكانت الزوارق أقرب إلى التحطيم بضربها بدانات المدافع وطلقات البنادق، وقد احترق من فيها فى نار جهنم. ووقعت الهزيمة على الروس ولاقوا تأديبا شديدا وعقابا بالغا.
Bogga 324