228

Maathir Sultaniyya

المآثر السلطانية

Noocyada

وفجأة، تصاحب وصول العريضة مع سقوط الثلوج، فالذى كان قد حدث فى ذلك اليوم، لم يكن قد حدث فى العهد كله، وفى تلك الشدة نفسها من نزول الثلوج وثورة الهواء والجو، فتح اللواء طاحن الفلك رايته إلى ناحية دار الخلافة طهران. ونثر نائب السلطنة العنبر على ساحة تبريز من غبار الموكب المزين بالنجوم.

120 - بيان كيفية إطاعة مصطفى خان [حاكم] طالش، وتدوين بعض

الأمور:

عندما رأى مصطفى خان الطالشى نفسه فى لنكران من كل زاوية على شكل المغناطيس الجاذب لقيود الجواد الأشهب الحديدية وأطراف السيوف والحراب المدببة، بسبب أفكار رأسه العنيدة المخرفة ووساوس نفسه الأمارة بالسوء، فقد طلب الأمان وقصد مع أعوان طالش حصن" جاميش وان"، وولى بوجهه من لنكران التى كانت مقر استقراره الأصلى، وفى ذلك المكان وجد الصبر والتحمل لمرسى ذلك البحر المتسع عبارة عن ذلك الهم والغم، لأن اختيار ذلك المحل من أجله قد رأته آفة الدهر مأمنا له، وقد اشتعلت والتهبت سقوف وجدران أبنية لنكران، التى كانت من القش والشوك وألواح الأخشاب، على يد العساكر السلطانية كيوم فراق صدور العشاق الخربة ووقت وداع قلوب المهجورين الوهنة. و" جاميش وان" هو المكان المتصل بلنكران طالش الواقعة على ساحل بحر الخضر [بحر الخزر] وأطرافه تجذبها مياه بحر الخضر والبحيرة، ولكن أحد جوانبه يابسة والذى يصير منه طريق الوصول إلى لنكران. وبعد الاستقرار فى ذلك المكان، ظهر كمستجدى للعون والمدد من المعرفة والغريب، فأحضر لإمداده ومعاونته فوج من الجنود الروس مع عدة مدافع.

وعلى الرغم من أن عمر سلطان، الذى كان أعظم أعيان شيروان، قد حضر إلى هناك فى ذلك الوقت من أجل [ص 227] تأسيس أساس اتحاد مصطفى خان الطالشى ومصطفى خان الشيروانى وترحيل طائفتى موغان وشيروانى اللتين كانتا قد رحلتا طبقا لأمر نائب السلطنة من شيروان وسلمتا لمصطفى خان الطالشى، فقد حدث أن وقعت مشاجرة ونزاع بينه وبين مير حسن خان الطالشى ولد مصطفى خان، فانهدم بنيان عمر سلطان وحدثت خصومة كاملة بين المصطفيين «1».

Bogga 269