ووصول رسالة كل واحد منهم المنفذة لأحكام الجهاد لهذه المعركة، وبيان بإنابة الحضرة العلية السلطانية والنواب نائب السلطنة فى سلطة نائب إمام العصر للاستعداد لهذه الحرب، ووضع رسالة الجهاد للقائم مقام، وإضافة ألقاب لفظ الغازى والمجاهد فى سبيل الله على ألقاب الحضرة العلية ونائب السلطنة: فى هذه السنوات، وحيث كانت المعارك قائمة لجيش الإسلام «1» مع الروس، ولم يكن دافع الحرب والنزاع مع تلك الطائفة موقوفا بوقت ومحددا بزمن لأبطال المسلمين، بل كانوا مصطفين على سبيل الدوام فى صفوف المعركة، وكان علم النصرة [معقودا] على الحزام، وكانت الراحة حرام على نائب السلطنة وميرزا الكبير القائم مقام صدر الدولة والأمراء وكبار الحضرة والجنود، وكانت كفاية هذه المشقة التى لا نهاية لها- على ذمة همة نائب السلطنة والقائم مقام وحاضرى الركاب صاحب الظفر والجيش صاحب النصر، وكان مستريحو الممالك الأخرى يسترخون فى مهد الراحة ويسمعون الأخبار عن غوغاء يوم القيامة، ولم يكونوا يروا أثرا من نارها ودخانها. ولقد كانوا مستمرين فى الركوض والنهوض وفى برودة شتاء أذربيچان وفى حرارة قراباغ وموغان. والبضاعة التى لم تكن لها قيمة فى ذلك الجيش كان نقدها وثمنها الأرواح. والمتاع الذى لم يقدر بقيمة حبة شعير كان جوهر الأرواح والتى لم تكن تراعى بشى ء. وكانت رءوس المسلمين والروس قد وقعت فى ميدان الحرب، وكانت دائرة معسكر روسيا بحرا من النيران الملتهبة وجهنما شديدة الصخب، وكانت أفواج أمواج الجند والفرسان فى غمرات شعل النيران مثل سمندل سياوش «1». وفى أثناء هذا القتال والصراع كان مقربو الحضرة يتعرضون لمسائل عديدة، فى أشهر الصيام وغيرها، عن الصلاة والصيام وحكم الأسير والإغارة وفروعها، وحيث كان يصعب تمييز وتوصيف هذه الحروب بالغزو والجهاد. فتعلقت هموم هذا الفكر فى ذيول القلوب وهو: هل تحمل هذه المشقة والمصابرة على هذا التعب اللانهائى- الذى كان [ص 146] نموذجا لمحفل المحشر وعلامة من يوم غضب الله- وهل صرف الأموال التى لا حدود لها وفقدان الأرواح والمقامرة بالرءوس والنفوس فى البلاط الإلهى مثمر للسعادة وباعث على إيثار الرحمة والمغفرة أم أنه مجرد حفظ وصيانة الملك أم هو مجرد الدفاع أم هو رعاية سد الفجوة الخارجية، أم هو خاص بأهل أذربيچان أم هو الغزو والجهاد حيث يشارك جميع المسلمين فى هذا التعب. وهل كل هذه الخزائن والسلاح- الذى يصرف فى إصلاح هذا الأمر وتجهيز الجيش الجرار- وتدفعها الخزائن وتصنعها الأعمال، هل كل هذا موافق لقانون شرع الرسول الأكرم، أم هو المتعارف عليه طبقا للعرف ودستور ملك الأكاسرة العظام وأسلوب كسرى وجمشيد.
Bogga 187