لم يكن كل شخص من المتجولين من البلاط السلطانى وسائر الدول- والذين يعبرون من الولايات- نفقة والتزام جبرى منفصلا على العجزة والضعفاء ورعايا الولاية، وكانت الدواب وأحصنة الرسل ونفقات الطريق والمصروفات تسلم من أحد الأفراد المتجولين إلى المشاهير من العابرين والقاصرين من سفراء الروم (العثمانيين) والفرنچة. والذين يأتى واحد منهم ويغادر آخر فى كل يوم، ولم يكن الطريق خاليا مطلقا من الناس، وكانت كل هذه النفقات والمصروفات طوال الطريق من رئاسة ديوان صاحب الشوكة [ولى العهد]. ولم يكن لأحد تلك الجرأة على أن يطلب جعبة قش فى طريق من الرعية أو أن ينتقص من روح ضعيف فى مصيدة العذاب والتعدى.
66 - إنشاء دار الضيافة:
حيث إنه قد تحدد وتعين من أجل نفقات الضيوف من القادمين والواردين، ونفقاتهم محسوبة من الديوان. وحيث إن أمر مدبرى الدولة على الوجه المرغوب.
67 - ضبط الأمور الشرعية وتعظيم أهل العلم والفقهاء والعلماء
على الوضع اللائق:
وحيث يعظم ويكرم ولى العهد والقائم مقام والوزير الفريد بأقصى درجة الأئمة المجتهدين والعلماء وأرباب العمائم، وحيث يحضر نائب السلطنة العلية بنفسه النفيسة فى أكثر أيام الجمعة لصلاة الجمعة فى المسجد الجامع، والأمر الذى ليس على قانون الشريعة فهو ساقط من درجة الاعتبار، ويتقابل القائم مقام صدر الدولة كل ليالى الخميس والجمعة مع الفقهاء والمعممين، وبأنه لو تكن قضية تخرج [ص 140] عن عدم الحياء، فتحل بسهولة فى اجتماع العلماء بالمساء، وقد دون وحرر القائم مقام رسالة فى أدب الجهاد ورسالة فى إثبات النبوة والولاية الخاصة والعامة وإثبات المعجزة النبوية الخالدة، وقد أضاف فى كمال الحسن والفطنة والذكاء الدلائل والبراهين على الدلائل القديمة للعلماء المتقدمين من الحكماء والمتكلمين الفلاسفة.
وقد عين من قبل العلماء والمجتهدين العالمين والمتعلمين فى كل قرية حتى يعلموا العوام تعاليم الجهاد وقواعد الصلوات والصيام ويعلموهم معنى العدالة والمروءة، وبهذا الأسلوب الحسن يدخرون السيرة الحسنة من أجل الدولة.
Bogga 178