122

Maathir Sultaniyya

المآثر السلطانية

Noocyada

إن ناصر الدين توره هو الأخ الأصغر ل مير حيدر بن شاه مراد الملقب ب بيكى جان وهو ابن دانيال أتاليق بن حكيم أتاليق، الذى كان لآبائه رتبة أتابيكى «1» (المربى والمعلم) فى حضرة الحكام الچنكيزيين، ولهذا السبب لقبوا بأتاليق، وتوره فى اللغة التركية بمعنى قاعدة وطرز وأسلوب، وتقال أيضا لكتاب الياصا الچنكيزية، والآن على ألسنة وأفواه أهل ماوراء النهر المقصود من استماع توره هو الأمير، ولأن ناصر الدين هذا ومير حيدر حفيدا أبو الفيض خان من ناحية الأم وهو من أحفاد چنكيز خان، ولهذا عرفوا بتوره، ووصفوا بهذا الوصف، وأصلهم من أوزبك خان حفيد جوجى خان، وبعد ذلك لقب الأمير معصوم ب بيك جان وعرف بولى النعمة واشتهر ب شاه مراد، وأصبح بعد أبيه حاكم ماوراء النهر، وقد جعل الفساد علانية فى مرو وخراسان، فأرسل بيرام على خان القاجارى الجيش عدة مرات، وخرج هو بنفسه عدة مرات إلى مرو، وفى النهاية قتل بيرام على خان واستولى على مدينة مرو وأسر أهلها جميعا وحملهم إلى بخارا وسلمهم إلى أشد أنواع التعب والمشقة وهدموا سد مرو وخربوا المدينة بدون خجل، فأسرع الحاج محمد حسين خان [ص 123]- الذى كان أرشد أولاد بيرام على خان- إلى البلاط الخاقانى، فصار موضع أنواع العناية ووجد النظر بالفضل والكمال برتبة المنادمة فى خدمة الخاقان الفريد، وفى خلال هذه الأحوال تحول بيكى جان إلى رحلة الآخرة، فصار مير حيدر ابنه الأكبر الحاكم مكان أبى الظلم، وارتفعت نوبة إمارته فى بلاد ماوراء النهر، وكان فى البداية ميالا باقتضاء الفطرة إلى سفك الدماء وكسر الخواطر مثل الأب ذى الجوهر السيئ، فتعجل بإفناء النفوس وتخريب البيوت، ولهذا السبب جفلت وتزلزلت طباع أعيان بخارى من سياسته، والتمس جميع الرعايا اختلال دولته من بلاط الإله الواحد المتعال، وأحضروا ناصر الدين توره من دار الملك مرو إلى بخار من أجل انتظام أمره، وعن طريق الحيلة والتذوير أظهر فنون المواعظ والنصائح، فلم تؤثر أقوال ذلك الغبى اللاشعورية فى أذن ناصر الدين أكثر تأثيرا من طنين الذباب، ولهذا لم تتوجه أذنه إلى استماع كلامه، وسمح لرسوله بالرجوع ومعه خطاب ممزوج بسم الخلاف والمعارضة، ورأى وسيلة أمره فى التوسل إلى البلاط الخاقانى وأرسل العريضة الممزوجة بالضراعة إلى البلاط، وطبقا لمبعوثيه نفذ فرمان قضاء النظام:" بأن ناصر الدين توره، الذى طلب من هناك النصرة والمساعدة من حضرتنا، ورأى أن يفتح الطريق إلى العناية الملكية وهو بمنزلة الابن للنائب سلطاننا، وعما قريب وبعون البارى جل جلاله سيستفيد من وصال شاهد الدولة".

وصدر الأمر الملكى البليغ من مصدر الجلال بافتخار تميمة ساعد إقبال محمد ولى ميرزا حاكم ممالك خراسان، وذلك بأنه: لما أصبح أمير التركستان معرضا عن أخيه مير حيدر توره، فيكون [محمد ولى ميرزا] لذلك الابن صاحب السعادة اليد الماسة لحلقة طرق أبواب الاصطناع التى لا حد لها ويكون ملزما فى كل حال برعاية جانب الأمير ذى الأصل العالى، ويتحتم فى ذمة الهمة تنفيذ انتظام المهام وحصول المراد".

وانطلقت راية العزيمة لمعاونته وتخليص مرو، وصدر الأمر بافتخار مبعوثيه بالإنعامات الوافرة والخلاع الفاخرة [ص 124] وسمح لهم بالانصراف مكرمين.

49 - بيان وقائع سنة ألف ومأتين وعشرين هجرية وهى السنة

الثامنة للجلوس «1»، وكيفية طغيان محمد خان الأفغانى:

ولما جعل السلطان الذهبى تاج الشمس روضة الحمل مقاما لأشعة الأنوار، فقد جعل الملك الأعظم وصاحب العالم المكرم العرش ذو الحظ المظفر فى سعادة وتوفيق موضع حسد مناظر الفلك وموضع غيرة منازل القمر والشمس وذلك من أجل الاحتفال النوروزى، وأمر بالإنعام على جميع الوزراء والأمراء وعظماء الجيش وزعماء كل بلد من الشفاة الناثرة للدرر واليد الناثرة للذهب الخاصه بالسلطنة، وبأن تفتح الغصن الناثرة للذهب أمام ساحة العرش بسبب وفرة الدراهم والدنانير.

Bogga 159