114

Maathir Sultaniyya

المآثر السلطانية

Noocyada

رحل النائب ولى العهد من مكان الخندق، ونزل بمنزل «قرخ بلاغ» [ص 115] واختار الإقامة فى ذلك المكان لعدة أيام من أجل الاستجمام وإراحة الدواب، ولم ير إيشبخدر فى أمره هدفا بسبب سماعه لانقياد محمد خان إلى أولياء الدولة المسعودة، واطلاعه على كيفية إطاعته لخدام عتبة الفلك المؤسس، فصار متحيرا ومضطربا، ولجأ إلى الحيلة والتزوير والخداع.

وفى الصباح وعلى غفلة، طلع عن طريق دره، الذى كان فاصلا بينه وبين معسكر نائب السلطنة، وبسبب مشاهدته هذا الحال، ركب الأمير على ظهر جمل قوى وطوى الصحراء، ومن المصادفات فى ذلك اليوم، أن أمراء الجيش كانوا قد جلسوا للراحة فى خيام الاستراحة غافلين عن التفكر فى الأمر، وكانوا قد جعلوا أهالى المعسكر بالقرب من المراعى، وفى استعجال تام جمعوا من المشاة والفرسان من كان سهل الوصول إليهم، واصطفوا على من بعد فى مقابل دره، وبجوار المعسكر بدءوا الحرب، وشرعوا فى القذف بالمدافع والبنادق وفى النهاية، أعمل جيش روسيا يد الحيلة، فوقع جيش الإسلام فى فكر مؤنه وعتاده وأحماله، وعلاوة على ذلك، وجد الفرصة فى ذلك الوقت جمع مختلف من طوائف القوزاق وشمس الدنيلو الذين كانوا قد تفرقوا فى منطقة تفليس وكانوا قد التجئوا إلى بلاط النواب نائب السلطنة- ورفعوا أيديهم على المعسكر، فتزلزل أفراد الجيش وأحاد الجنود، ورجعوا إلى المعسكر، وفكروا فى حمل المؤن والأحمال والعتاد، وتوجهوا إلى الطرف الشرقى لإيروان، وأصاب النائب ولى العهد عدة أشخاص بالرمح، ولما اضطرب جمع من متخوفى الجيش، فلم يقع الزجر والعنف بالإفادة والنفع، وتوجه جيش روسيا خلفهم ناحية إيروان، وانصبوا على مسجد ذلك المكان الرفيع البنيان- الذى كان خاليا من الأهالى- وأعدوا الخنادق من كل جانب، وأثاروا جلجلة وغوغاء يوم البعث فى العالم بسبب أصوات المدافع والبنادق، فطلع أهالى القلعة على قمة البرج والحصن، ولم يستعدوا للحرب، وأغلقوا المدافع الثعبانية المهابة وسط تلك الجماعة، ونزل النواب نائب السلطنة فى منزل صدرك وقام باستجماع أهل المعسكر، وعرض كيفية الأخبار على البلاط السلطانى [ص 116]، وحرم على نفسه الراحة والهدوء بسبب التفكير فى الاستعداد والتدبير فى أمر المعركة وإمداد ومعاونة أهل القلعة.

Bogga 150