ذكر أمة الخزر
وأما الخزر، فقال المسعودي: هم أمة عظيمة من الناس، مملكتهم متصلة بمدينة الباب[25]، والأبواب التي عمرها أنو شروان.
قال المسعودي: وأول ما يتصل بالباب والأبواب من مدن الخزر مملكة يقال لها: حيدان.
قال: ولما افتتحت [بلاد] الخزر على يد سلمان بن ربيعة الباهلي ؛ انتقل الملك إلى مدينة (إيله) وبينها وبين الأولى سبعة أيام.
قال: وفي هذه المدينة خلق كثير من المسلمين، والنصارى، واليهود، والجاهلية، فأما اليهود: فهم الملك وحاشيته، والخزر من جيشه، وكان تهود ملك الخزر في خلافة هارون الرشيد، وقد انضاف إليه خلق من اليهود، وردوا عليه من سائر أمصار المسلمين، ومن بلاد الروم؛ وذلك أن ملك الروم نقل من كان في مملكته من اليهود إلى دين النصرانية، وأكرههم [فيها] فتهارب خلق[كثير] [من اليهود] من بلاد الروم إلى أرض الخزر.
قال: والغالب في هذه البلد المسلمون لأنهم جند السلطان، وهم يعرفون في بلاده بالأرسنة، وهم نقيلة من نحو بلاد خوارزم، وكان بعد ظهور الإسلام وقع في بلادهم حرب ووباء، فانتقلوا إلى بلاد الخزر، وهم ذوو بأس وشدة، عليهم يعول ملك الخزر في حروبه، فأقاموا ببلده بشروط:
أحدها: إظهار الدين والمساجد، وأن وزراءه منهم.
Bogga 149