[ ذكر الإسكندر ذي القرنين]
ومن ملوكهم الإسكندر وهو ذو القرنين،الذي قتل الملوك، واستولى على الممالك، وسمي ذو القرنين لبلوغه أطراف الأرض، وأن الملك الموكل بجبل قاف سماه بذلك.
ويحكى هذا عن ابن عباس، وقيل: بل ذلك لأنه كان له ذؤابتان من الذهب،ويعزى هذا إلى أمير المؤمنين، وقيل: غير ذلك، واسمه الصعب وقد ذكره لبيد في شعره فقال:
والصعب ذو القرنين أصبح ثاويا
بالخيف في جدث أميم مقيما
وقد اختلف الناس في مدته، فقيل: إنه قبل الهجرة بتسعمائة سنة وثلاث وستين سنة وذكر ابن قتيبة: أن بينه وبين الهجرة أربعمائة سنة، والله أعلم، ولما قهر أملاك الدنيا، ومرض في أرض بابل كتب إلى أمه يعظها، فمن جملة ماذكره لها أن قال: يا أم، مري ببناء مدينة عظيمة حتى يرد عليك موت الإسكندر، وأعدي فيها من الطعام والشراب، واحشدي الناس إليها من جميع البلاد بيوم معروف، ثم تقدمي إلى الناس كافة أن يحضروا إليه، ثم لينادي مناد: لا يحضر طعام أم الملك أحد قد أصابته مصيبة، ليكون مأتم الملك الإسكندر مخالفا لمأتم العامة.
قالوا: فلما بلغها موته صنعت الوليمة، ودعت إليه الناس، ثم أمرت مؤذنا أن لا يحضرها من قد أصيب بمصيبة فلم تر أحدا، فقالت: ما بال الناس لم يحضروا؟ فقيل لها: وأي الناس ما قد أصيب؟ فقالت: يا إسكندر، ما أشبه أوائلك بأواخرك وتسلت.
قالوا: وحمل ببابل فوق أعناق الرجال، ودفن بالإسكندرية، وله في العمر نيف وثلاثون سنة، والله أعلم.
Bogga 144