وتخالف أقوال الشافعية ومكابرة البكرية وروايات الكيسانية وجحد العثمانية وتشبيه الحنبلية وكذب الغلاة والخطابية وأن لايحشرنا على نصب أصبهاني، ولا على بغض لأهل البيت طوسي أو شاسي، ولا على إرجاء كوفي ولا على تشبيه قمي، ولا على جهل شامي، ولا على تخيل بغدادي، ولا على قول أباظي مغربي، ولا على عشق لأبي حنيفة بلخي، ولا على تناقض في القول حجازي، ولا على مروق سحرتي، ولا على غلو في التشيع كرخي، وأن يحشرنا في زمرة من أحببناه، ويرزقنا شفاعة من توليناه إذا دعي كل أناس بإمامهم، وسار كل فريق تحت لوائهم، إنه سميع قريب، يسمع ويستجيب وهو حسبنا ونعم الوكيل.
انتهى كلام الخوارزمي -رحمه الله تعالى-ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ومن هاهنا يقع الشروع في شرح المنظومة على سبيل الاختصار، لأن استقصاء ما احتوت عليه يحتاج إلى أسفار كبار، والله الموفق للصواب.
بسم الله الرحمن الرحيم. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.
الدهر ذو عبر عظمى وذو غير
وصرفه شامل للبدو والحضر
أقول: هذا يسمى براعة الاستهلال، والمعنى أن يكون المتكلم مبتدأ بما يناسب المقصود، من برع إذا فاق أصحابه في العلم أو غيره، كقول بعض الشعراء يهني الصاحب بولد لابنته في مطلع قصيدة:
بشرى فقد أنجز الإقبال ما وعدا
وكوكب المجد في أفق السما صعدا
وكقول ابن الفرج الشاوي يرثي فخر الدولة فجعل مطلع قصيدته:
Bogga 127