243

وقال أحمد بن عيسى : وأنا كان من غليظ ما نالني، أني صرت إلى ورزين ومعي ابني محمد، وتزوجت إلى بعض الحاكة هنالك واكتنيت بأبي حفص الجصاص، فكنت أغدو وأقعد مع بعض من أثق به من الشيعة، ثم أروح إلى منزلي كأني قد عملت يومي، وولدت الإمرأة بنتا، وتزوج ابني محمد في بعض موالي عبد القيس هناك، فأظهر مثل ما أظهرت.

فلما صار لابنتي عشر سنين طالبني أخوالها بتزويجها برجل من الحاكة، له فيهم قدر، فضقت ذرعا بما دفعت إليه، وخفت من إظهار نسبي، وألح علي القوم في تزويجها، ففزعت إلى الله تعالى، وتضرعت إليه في أن يختر لها ويقبضها ويحسن علي الخلف، فأصبحت الصبية عليلة، ثم ماتت من يومها، فخرجت إلى ابني

مبادرا لأبشره فلقيني في الطريق، فأعلمني أنه ولد له ولد فسميته عليا وهو بناحية (ورزين) لا أعرف له خبرا للاستتار الذي أنا فيه.

وروى السيد أبو طالب قال: اشتد الطلب على القاسم[بن إبراهيم] وضاقت عليه المسالك وكان في حانوت إسكاف من خلص الزيدية، فنودي نداء بليغا: برئت الذمة مما آوى القاسم بن إبراهيم، وممن لم يدل عليه، ومن دل عليه فله ألف دينار، وكذا كذا من البز، والإسكاف مطرق يسمع ويعمل، لا يرفع رأسه فقالوا للإسكاف: نراك ما ارتعت، فقال: ومن لي بالإرتياع، ولو قرضت بالمقاريض بعد رضى رسول الله في وقاية ولده بنفسي.

Bogga 344