241

كذي الداء هاجت به شهوة

فخاف عواقبها فاحتمى قالوا: ولما استشهد أخوه محمد وهو بمصر [فلما عرف ذلك] دعا إلى نفسه، وبث الدعاة وهو على حال الاستتار فأجابه عالم من الناس في بلدان مختلفة كمكة، والمدينة، والري، وقزوين، وطبرستان، وتخوم الديلم، وأقام بمصر نحو عشر سنين، فاشتد الطلب به هناك من عبد الله بن طاهر فلم يمكنه القيام، فعاد إلى الحجاز وتهامة، وخرج جماعة من دعاته إلى بلخ والطالقان والجوزجان فبايعه كثير من أهلها، وسألوه أن يرسل إليهم ولده ليظهروا [له] الدعوة، [فانتثر عليه أمره، وانشر قبل التمكن من ذلك] فوجهت الجيوش في طلبه، فانحاز إلى حي من البدو، واستخفى فيهم.

ثم أراد الخروج بالمدينة في وقت من الأوقات، فأشار إليه أصحابه بأن لا يفعل ذلك، وقالوا: إن المدينة والحجاز تسرع إليها الجيوش ولا تتمكن فيهما من الميرة.

ولم يزل على هذه الطريقة مثابرا على الدعوة، صابرا على التغرب، والتردد في النواحي[والبلدان] متحملا للشدة[مجتهدا في إظهار دين الله].

ولما اجتمع أمره وقت خروجه بعد وفاة المأمون وتولي المعتصم شدد في طلبه، وأنفذ عساكر عظيمة في تتبع أثره، فأحوج إلى الإنفراد عن أصحابه، وانتقض أمر ظهوره، ذكره السيد أبو طالب قال : فله بيعات كثيرة في أوقات مختلفة، أولها سنة سبع وتسعين ومائة، والبيعة الجامعة لفضلاء أهل البيت كانت سنة عشرين ومائتين في منزل محمد بن منصور المرادي بالكوفة وأنه بايعه هناك: أحمد بن عيسى بن زيد فقيه آل الرسول وعابدهم، وعبد الله بن موسى بن الحسن والحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد.

Bogga 342