وأما الفصاحة: فهو عليه السلام إمام الفصحاء، وسيد البلغاء، عن كلامه قيل: دون كلام الخالق، وفوق كلام المخلوقين، ومنه تعلم الناس الخطابة والكتابة.
قال عبد الحميد بن يحيى : [و] حفظت تسعين خطبة من خطب الأصلع ففاضت، ثم فاضت، وقال ابن نباتة : حفظت من الخطابة كنزا لا يزيده الإنفاق إلا سعة وكثرة، [و] حفظت مائة فصل من مواعظ علي بن أبي طالب عليه السلام.
ولما قال بعضهم لمعاوية: جئتك من عند أعيا الناس، قال له: ويحك!!كيف يكون أعيا الناس!!، والله ما سن الفصاحة لقريش غيره وحسبك أنه لم يدون لأحد من فصحاء الصحابة العشر [ولا نصف العشر] مما دون له كفاك (نهج البلاغة) وقد مدحه الجاحظ في كتاب (البيان والتبين) وفي غيره من كتبه.
وأما سجاحة الأخلاق، وبشر الوجه، وطلاقة المحيا، والتبسم: فهو المضروب به المثل [فيه] حتى عابه بذلك أعداؤه، وقال عمرو بن العاص لأهل الشام: إنه ذو دعابة شديدة، فقال -عليه السلام- في ذلك: عجبا لابن النابغة!! يزعم لأهل الشام أن في دعابة، وأني امرؤ تلعابة أعافس وأمارس وعمرو بن العاص إنما أخذها من عمر لقوله لما هم باستخلافه: لله أبوك لولا دعابة فيك، إلا أن عمر اقتصر عليها وعمرا أزاد منها وسمجها.
Bogga 104