Maathir Abrar
مآثر الأبرار
Noocyada
قالوا: وكان أول من رمى عسكر الحسين عمر بن سعد، ثم صاح عمر بالناس: ما تنتظرون به احملوا عليه؟ فقال الحسين: الله أكبر، أخبرني جدي قال: ((رأيت كلبا يلغ في دمي )) ولا أراك إلا إياه، فقال شمر: علي كذا وكذا إن كنت أدري ما تقول؛ فالتفت الحسين فإذا بطفل له يتلظى من العطش، فقال: يا قوم، إن لم ترحموني فارحموا هذا الطفل، وقد كان على يده، فرماه رجل من القوم بسهم فذبحه، فجعل الحسين يبكي، ويقول: اللهم، احكم بيننا، وبين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا، فنودي من الهواء: يا حسين، دعه فإن له مرضعا في الجنة، ورماه حصين بن تميم بسهم فوقع في شفته؛ فجعل الدم يسيل من شفته وهو يبكي، ويقول: اللهم، إني أشكوا إليك ما يفعل بي وبإخوتي وأهلي، ثم اشتد به العطش، فهم أن يلقي نفسه إلى القوم، ثم شرفت نفسه عن ذلك، فجاء وقت[صلاة] الظهر وصلى بأصحابه صلاة الخوف، فتكالبوا عليهم، فتشدد الحسين ولبس سراويل ضيقا، فأعجلوه فضربه الحصين بن تميم على رأسه بالسيف فسقط وشاركه شمر بن ذي الجوشن، وكان أبرص، ثم قتل من قتل من آل أبي طالب، والحاصل أنهم إحدى وعشرون نفسا، سبعة أنفس من إخوته، [وهم] : جعفر، والعباس، وعثمان، وأبو بكر، ومحمد الأصغر، وعبيد الله، وعبد الله، ثم أبناء الحسين: علي، وعبد الله، ومن أولاد أخيه الحسن: عبد الله، وأبو بكر، والقاسم، ومن أولاد عبد الله بن جعفر: عون، ومحمد، وعبيد الله، ومسلم بن عقيل قتل بالكوفة، وجعفر بن عقيل، وعبد الرحمن بن عقيل، وعبيد الله بن عقيل، ولمسلم بن عقيل، محمد وعبد الله، ثم أبو سعيد بن عقيل.
Bogga 261