161

قال أهل السير: إن معاوية قد كان قال ليزيد فيما أوصاه: قد كفيتك الحل والترحال، وطابت لك البلاد والرجال، وإني لا أتخوف عليك أن ينازعك هذا الأمر إلا أربعة من قريش الحسين، وابن الزبير، وعبد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن أبي بكر فأما ابن عمر فرجل قد وقرته العبادة، وإن لم يبق غيره بايعك، وأما الحسين فإن أهل العراق لن يدعوه حتى يخرجوه، فإن خرج عليك وظفرت به فاصفح عنه، فإن له رحما ماسة وحقا عظيما، وأما ابن أبي بكر فليست له همة إلا في النساء واللهو فإن رأى أصحابه قد صنعوا شيئا صنع مثلهم، وأما الذي يجثم لك جثوم الأسد، ويطرق إطراق الأفعوان، ويراوغك مراوغة الثعلب فذاك ابن الزبير، فإن وثب عليك وأمكنتك الفرصة منه فقطعه إربا إربا. فلما مات معاوية، وكان على المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان وعلى مكة عمرو بن سعيد بن العاص وعلى الكوفة النعمان بن بشير، وعلى البصرة عبيد الله بن زياد، فلم يكن ليزيدهم بعد موت أبيه إلا بيعة النفر الذين سماهم أبوه، فكتب إلى الوليد بن عتبة أن يأخذهم بالبيعة أخذا شديدا ليس فيه رخصة.

Bogga 254