Maathir Abrar
مآثر الأبرار
Noocyada
قالوا: وإن ابن ملجم لقي قطاما، وكان أمير المؤمنين قد قتل أباها وأخاها يوم النهروان، وكانت جميلة فلما رآها أعجبته فخطبها فوعدته بالزواجة على مهر سمته، وعلى قتل علي، والقصة مشهورة.
فلما كان تلك الليلة كمن له في المسجد و[كان] معه اثنان: وردان، وشبيب بن بجرة فابتدأه بالضربة شبيب فلم يصبه، وثناه ابن ملجم[لعنه الله] فأصابه في رأسه، فقال علي -عليه السلام-: فزت ورب الكعبة، لا يفوتنكم الرجل فأخذ، وقتل، واختلف في كيفية قتله -لعنه الله-.
وأما وردان فهرب إلى بيته فلحقه من قتله، وأما شبيب فلزمه في المسجد فخاف لازمه من سيفه، فأرسله فانسل ساعة الزحمة، وسلم من القتل، وفي قتل ابن ملجم لعلي -عليه السلام- يقول عمران بن حطان وهو من علماء الخوارج وفصحائهم:
يا ضربة من تقي ما أراد بها
إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إني لأذكره حينا فأحسبه
أوفى البرية عند الله ميزانا
أخلق بقوم بطون الطير أقبرهم
لم يخلطوا دينهم كفرا وعدوانا
فأجابه القاضي أبو الطيب الشافعي بهذه الأبيات:
إني لأبرأ مما أنت قائله
عن ابن ملجم الملعون بهتانا
يا ضربة من شقي ما أراد بها
إلا ليهدم للإسلام أركانا
إني لأذكره يوما فألعنه
دينا وألعن عمران بن حطانا
عليه ثم عليه الدهر متصلا
لعائن الله إسرارا وإعلانا
فأنتما من كلاب النار جاء به
نص الشريعة برهانا وتبيانا
وروى ابن عبد البر في كتاب (الاستيعاب) لبكر بن حماد شعرا:
[قل لابن ملجم والأقدار غالبة
هدمت ويلك للإسلام أركانا] قتلت أفضل من يمشي على قدم
وأول الناس إسلاما وإيمانا
Bogga 243