معالم في السلوك وتزكية النفوس
معالم في السلوك وتزكية النفوس
Daabacaha
دار الوطن
Lambarka Daabacaadda
الأولى ١٤١٤هـ
Noocyada
﴿وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى. جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى﴾ (طه، آية ٧٥، ٧٦) . أي طهّر نفسه من الدنس والخبث والشرك، وعبد الله وحده لا شريك له واتبع المرسلين فيما جاءوا به من خبر وطلب (١١) .
وكان من دعائه ﷺ: " اللهم آت نفسي تقواها. وزكِّها أنت خير من زكاها. أنت وليها ومولاها " (٢) .
أ - معنى التزكية:
التزكية لغة: الطهارة والنماء والزيادة.
والمراد بها ها هنا: إصلاح النفوس وتطهيرها، عن طريق العلم النافع. والعمل الصالح، وفعل المأمورات وترك المحظورات.
وقد بين النبي ﷺ معنى تزكية النفس بقوله:" أن يعلم أن الله ﷿ معه حيث كان ".
ونسوق الحديث بتمامه، حيث قال ﷺ:
" ثلاث من فعلهن فقد ذاق طعم الإيمان. من عبد الله ﷿ وحده بأنه لا إله إلا هو، وأعطى زكاة ماله طيبة بها نفسه في كل عام، ولم يعط الهرمة، ولا الدرنة، ولا المريضة، ولكن من أوسط أموالكم، فإن الله ﷿ لم يسألكم خيرها، ولم يأمركم بشرها،وزكى نفسه، فقال رجل: وما تزكية النفس؟ فقال: أن يعلم أن الله ﷿ معه حيث كان " (٣) ٢.
فجعل النبي ﷺ تزكية النفس إحدى الخصال الموجبة لذوق طعم الإيمان،
_________
(١) انظر تفسير ابن كثير ٣/ ١٥٦.
(٢) أخرجه مسلم. ك الذكر والدعاء ح (٢٧٢٢) .
(٣) أخرجه الطبراني في المعجم الصغير ١/ ٢.١، والبيهقي في السنن ٤ /٩٥، وصححه الألباني في «الصحيحة» ح (١.٤٦)
1 / 57