Ma'alim al-Tawheed fi Fatiha al-Kitab
معالم التوحيد في فاتحة الكتاب
Daabacaha
دار المأثور
Lambarka Daabacaadda
الثانية
Sanadka Daabacaadda
١٤٤١ هـ - ٢٠٢٠ م
Goobta Daabacaadda
دار الأمل
Noocyada
وهذه الشروط هي: العلم، اليقين، القبول، الانقياد، الصدق، الإخلاص، المحبة.
وقد جمعها العلَّامة حافظ حكمي ﵀ فقال:
وبشروط سبعة قد قيدت … وفي نصوص الوحي حقًّا وردت
فإنه لم ينتفع قائلها … بالنطق إلا حيث يستكملها
العلم واليقين والقبول … والانقياد فادر ما أقول
والصدق والإخلاص والمحبة … وفقك الله لما أحبه (^١)
الشرط الأول: العلم بمعناها المراد منها-نفيًا وإثباتًا-ويكون ذلك نطقًا باللسان وعملًا بما تقتضيه تلك الكلمة العظيمة بالجوارح والأركان.
ولا يتحقق ذلك إلا بنفي جميع أنواع العبادة الظاهرة والباطنة عن كل من سوى الله وإثباتها لله وحده لا شريك له تعالى في فاتحة كتابه المجيد: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥)﴾.
فكلمة ﴿إِيَّاكَ﴾ في الجملتين مفعول به حقه التأخير، لكنها تقدمت فعلي ﴿نَعْبُدُ﴾ و﴿نَسْتَعِينُ﴾ لتفيد الحصر والاختصاص، وتقديم المعمول في اللغة كما هو معلوم يفيد الحصر والاختصاص، فتحصر العبادة لله ولا يختص به سواه سبحانه، وكذلك الاستعانة، فيكون المعنى: لا نعبد إلا إياك ولا نستعين إلا بك.
ومثل هذا قوله تعالى: ﴿وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (٤٠)﴾ [البقرة].
ومثله أيضًا قوله تعالى: ﴿وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (٤١)﴾ [البقرة].
وقال الله ﵎: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (١٩)﴾ [محمد].
قال الطبري ﵀: «يقول-تعالى ذكره- لنبيه محمد ﷺ: فاعلم يا محمد، أنه لا
(^١) معارج القبول (١/ ٣٢).
1 / 30