83

Maakhidh Cala Shurrah

المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي

Baare

الدكتور عبد العزيز بن ناصر المانع

Daabacaha

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

Goobta Daabacaadda

الرياض

وأقول: إنه لم يفهم معنى البيت؛ لأنه جعل الكلام الحسن الذي يفيده فؤاده، وليس كذلك، ولو كان الأمر على ما يقول، لكان بين البيت الأول والثاني تناقض، وذلك أنه قال في الأول: (الخفيف) غَمَرَتَني مواهبٌ شَاَء فيها ... أنْ يكونَ الكَلامُ ممَّا أَفَادُهْ فقد أراد بهذا البيت و: شاء أن يفاد كلامه، والبيت الثاني: (الخفيف) ما سَمِعْنَا بمن أحَبَّ العَطَايا ... فاشْتَهى أنْ يكونَ فيها فؤادُهْ أي: لا يشتهي ولا يريد أن يكون فيها فؤاده، أي: كما ذكر. وهذا التناقض إنما وقع في حمله البيت الثاني على الأول وتعلقه به، فجعل الفؤاد كلاما وليس بينهما تعلق. والبيت الثاني من قول مسلم: (البسيط) يَجُودُ بالنَّفْس إنْ ضَنَّ الجوادُ بها ... والجُودُ بالنَّفسِ أقْصَى غَايةِ الجُودِ وهذا المعنى كثير ظاهر لكل بصير. (وقوله: (الخفيف) خَلَقَ اللَّهُ أَفْصَحَ النَّاسِ طُرَّا ... في مَكَانٍ أَعْرابُهُ أكْرَادُهْ

1 / 89