56

Maakhidh Cala Shurrah

المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي

Baare

الدكتور عبد العزيز بن ناصر المانع

Daabacaha

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

Goobta Daabacaadda

الرياض

وقوله: (الكامل) كُنْ حَيثُ شِئْتَ تَسِرْ إليك رِكابُنا ... فالأرضُ واحدةٌ وأنتَ الأوْحَدُ قال: قوله: فالأرض واحدة: أي ليس للسفر علينا مشقة لإلفنا إياه، وهذا كقوله: (الوافر) ألِفتُ تَرَحُّلي وجَعَلْتُ أرْضِي ... قُتُودي والغُرَيْرِيَّ الجُلالاَ وأقول: لم يرد ذلك، وليس بين البيتين مشابهة. وكيف يقول: ليس علينا في السفر مشقة؟ والمعروف المألوف من الشعراء في أشعارهم أنهم يذكرون للممدوح ما يلقونه من الضرر ومشقة السفر بسلوك القفار، وتحمل الأخطار، يمتون بذلك إليه، ويدلون عليه، فمن ذلك قول الأعشى: (المتقارب) إلى المَرْءِ قَيْسٍ أُطِيلُ السُّرى ... وآخذُ من كُلَّ حَيَّ عُصُمْ وقول علقمة: (الطويل) إليكَ أَبَيْتَ اللَّعْنَ كان وَجِيفُهَا ... بمُشْتَبِهاتٍ هَوْلُهُنَّ مهِيبُ وقول الحطيئة: (الطويل) إليكَ سَعِيدَ الخَيرِ جُبتُ مَهَامِها ... يُقَابِلُني آلٌ بهَا وتَنُوفُ وما أشبه ذلك. وإنما المعنى: كن حيث شئت من البعد، فإنا نصل إليك على كل حال؛ لأن الأرض

1 / 62