20

Maakhidh Cala Shurrah

المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي

Baare

الدكتور عبد العزيز بن ناصر المانع

Daabacaha

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

Goobta Daabacaadda

الرياض

قال: وهذا مثل قول الشاعر: (الوافر) وكَمْ مِنْ مَوْقِفٍ حَسَنٍ أُحِيلتْ ... مَحَاسِنُهُ فَعُدَّ من الذنُوبِ قال: ومثله: (الطويل) يَخِيبُ الفَتَى مِن حيثُ يُرْزَقُ غيرُهُ ... وَيُعْطَى الفَتَى مِن حيثُ يُحْرَمُ صَاحِبُهْ وأقول: إنه لم يفهم معنى البيتين، ولا ترتيب الآخر منهما على الأول. ومعنى البيت الأول، أن الجبان يحب نفسه فيحجم طلبا للبقاء، والشجاع يحب نفسه فيقدم طلبا للثناء، والبيت الثاني مفسر للأول. يقول: فالجبان رزق بحبه نفسه الذم لإحجامه، والشجاع رزق بحبه نفسه المدح لإقدامه، فكلاهما محسن إلى نفسه بحبه لها؛ فاتفقا في الفعل الذي هو حب النفس، واختلفا في الرزقين اللذين هما الذم والمدح، حتى إن الشجاع لو أحسن إلى نفسه بترك الإقدام، كفعل الجبان، لعد ذلك له ذنبا. فهذا هو المعنى، وهو في غاية الإحكام بل في غاية الإعجاز، لا ما فسره.

1 / 26