104

Ma'a Al-Mushakikin Fi Al-Sunnah

مع المشككين في السنة

Baare

فاروق يحيى محمد الحاج

Noocyada

الشبهة السادسة اتهام السنة بمخالفة القرآن في إثباتها لعذاب القبر يقول المشكك: «ولا يذكر القرآن شيئًا اسمه عذاب القبر، ويقول: إن العذاب مؤجل ليوم (^١) القيامة بعد الحساب. فيخترع أهل الحديث ما يسمونه: عذاب القبر (^٢)، بل ويلوون معاني عنق آيتين من كتاب الله؛ ليصلوا لمبتغاهم» (^٣). والجواب: أولًا: نعم لم يرد في القرآن الكريم اسم" عذاب القبر" منصوصًا عليه هكذا، كما أنه لم ترد الصلوات الخمس منصوصًا عليها، وجميعهما بينتهما السنة.

(^١) كذا في المنشور. (^٢) لم يخترعه أهل الحديث، بل تواترت الأحاديث بذلك، قال ابن القيم: «فأما أحاديث عذاب القبر ومساءلة منكر ونكير فكثيرة متواترة عن النبي». الروح لابن القيم (ص:٥٢). وقد تواترت الأحاديث في عدة جزئيات متعلقة بعذاب القبر، وهي: ١ - سؤال الملكين الميت في القبر وهو فتنته. قال السيوطي: «قد تواترت الأحاديث بذلك». شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور للسيوطي (ص:١٢١). وقال السفاريني: «فالإيمان بذلك -يعني بالملكين اللذين ينزلان على الميت في قبره يسألانه عن ربه ومعتقده- واجب شرعًا؛ لثبوته عن النبي المعصوم ﷺ في عدة أخبار يبلغ مجموعها مبلغ التواتر». لوائح الأنوار السنية ولواقح الأفكار السنية "وهو: شرح قصيدة ابن أبي داود الحائية في عقيدة أهل الآثار السلفية" للسفاريني (٢/ ١٤٤). ٢ - عود الروح للبدن وقت السؤال. قال ابن تيمية: «سائر الأحاديث الصحيحة المتواترة تدل على عود الروح إلى البدن». شرح حديث النزول لابن تيمية (ص:٨٨). ٣ - عذاب القبر ونعيمه. قال ابن أبي العز الحنفي: «وقد تواترت الأخبار عن رسول الله ﷺ في ثبوت عذاب القبر ونعيمه لمن كان لذلك أهلًا، وسؤال الملكين». شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي (ص:٣٩٥). ٤ - الاستعاذة من عذاب القبر. قال ابن رجب: «وقد تواترت الأحاديث عن النبي ﷺ في عذاب القبر والتعوذ منه». تفسير ابن رجب (٢/ ٣٥٦). وانظر: نظم المتواتر للكتاني (ص:١٢٣ - ١٢٦). وقد ذكر من قال بتواتر كل منها. (^٣) كذا في المنشور.

1 / 105