Waxa ay Indhuhu Arkaan
ما تراه العيون: قطع قصصية مصرية
Noocyada
فالتفت إلي العمدة كأني وجهت إليه الكلام، وقال: أنا أعلم الناس بالفلاح، ولي الشرف أن أكون عمدة في بلد به ألف رجل، وإن شئت أن تقف على شئون الفلاح أجبك. إن الفلاح يا حضرة الأفندي لا يفلح معه إلا الضرب، ولقد صدق البك فيما قال (وأشار بيده إلى الشركسي).
فقال الشركسي وهو يبتسم ابتسامة الساخر: ولا ينبئك مثل خبير.
فاستشاط التلميذ غضبا، ولم يطق السكوت، فقال وهو يرتجف: الفلاح يا حضرة العمدة ...
فقاطعه العمدة قائلا: قل «يا سعادة البك»؛ لأني حزت الرتبة الثانية منذ عشرين سنة.
فقال التلميذ: الفلاح يا حضرة العمدة لا يذعن لأوامركم إلا بالضرب لأنكم لم تعودوه غير ذلك، فلو كنتم أحسنتم صنيعكم معه لكنتم وجدتم فيه أخا يتكاتف معكم ويعاونكم، ولكنكم مع الأسف أسأتم إليه فعمد إلى الإضرار بكم تخلصا من إساءتكم، وإنه ليدهشني أن تكون فلاحا وتنحي باللائمة على إخوانك الفلاحين!
فهز العمدة رأسه ونظر للشركسي وقال: هذه هي نتائج التعليم.
فقال الشركسي: نام وقام فوجد نفسه قائم مقام.
أما الأفندي ذو الهندام الحسن، فإنه قهقه ضاحكا وصفق بيديه، وقال للتلميذ: برافو يا أفندي، برافو برافو.
فنظر إليه الشركسي، وقد انتفخت أوداجه، وتعسر عليه التنفس، وقال: ومن تكون أنت؟ - ابن الحظ والأنس يا أنس.
وضحك عدة ضحكات متواليات.
Bog aan la aqoon