What Ibn al-Qayyim Narrated from Shaykh al-Islam
ما رواه ابن القيم عن شيخ الإسلام
Daabacaha
دار القاسم
Sanadka Daabacaadda
1427 AH
Noocyada
١٩ - معنى: ﴿فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا﴾:
قال ابن القيم - رحمه الله -:
ثم أقسم سبحانه بما فوق ذلك وهي ﴿فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا﴾ [الذاريات: ٣].
وهي النجوم التي من فوق الغمام ﴿يَسْرًا﴾ أي مسخرة مذللة منقادة.
وقال جماعة من المفسرين أنها السفن تجري ميسرة في الماء جريا سهلاً .
ومنهم من لم يذكر غيره .
واختار شيخنا - رحمه الله - القول الأول.
وقال: هو أحسن في الترتيب والانتقال من السافل إلى العالي، فإنه بدأ بالرياح وفوقها السحاب وفوقه النجوم وفوقها الملائكة المقسمات أمر الله الذي أمرت به بين خلقه . [التبيان ١ / ١٧٥]
٢٠ - معنى: ﴿إِذَا لِأَبْتَغَوْاْ إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً﴾:
قال ابن القيم - رحمه الله -:
وقال تعالى: ﴿قُل لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذَّا لِأَبْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً﴾ [الإسراء: ٤٢] قيل: المعنى لابتغوا السبيل اليه بالمغالبة والقهر كما يفعل الملوك بعضهم مع بعض، ويدل عليه قوله في الاية الأخرى ﴿وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾ [المؤمنون: ٩١].
قال شيخنا والصحيح انّ المعنى: لابتغوا اليه سبيلا بالتقرب اليه وطاعته، فكيف تعبدونهم من دونه وهم لو كانوا آلهة كما يقولون لكانوا عبيداً له.
قال: ويدل على هذا وجوه منها قوله تعالى: ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ﴾ [الإسراء: ٥٧] أي هؤلاء الذين يعبدونهم من دوني هم عبادي كما أنتم عبادي ويرجون رحمتي ويخافون عذابي فلماذا تعبدونهم من دوني ؟
الثاني: أنه سبحانه لم يقل لابتغوا عليه سبيلاً، قال لابتغوا إليه سبيلا، وهذا اللفظ إنما يستعمل في القرب كقوله تعالى: ﴿ اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾ [المائدة: ٣٥] وأما في المغالبة فانما يستعمل بعلى كقوله: ﴿فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً﴾ [النساء: ٣٤].
الثالث: إنهم لم يقولوا إن آلهتهم تغالبه وتطلب العلوَّ عليه، وهو سبحانه قال
22